نيرُ المَحَبَّة

القوت اليومي

نيرُ المَحَبَّة

 

 

 

ما نُبِذتُ وإنْ ظَهَرْتُ مَنْبوذا،

 

ما هَلِكْتُ وإنْ حَكَمُوا عَلَيَّ.

 

رَأَتْني الهُوَّةُ فانْتَصَرْتُ عَلَيْها،

 

تَرَكَني المَوْتُ أَذْهَبُ وكَثيرونَ مَعي،

 

كُنْتُ لَهُ مُرّاً وَخَلاّ.

 

وَهَبَطْتُ مَعَهُ إلى الهُوَّة،

 

إلى أقْصَى أعْماقِهَا.

 

فَحَجَبَ المَوتُ وَجْهَهُ وَقَدَمَيه.

 

وما أمْكَنَهُ النَظَرُ إلى وَجْهي.

 

 

عَقَدْتُ، في الجَحِيم، بينَ المَوتى، اجْتِماع الأحْياء.

 

كَلَّمْتُهُم بِشِفاهِ الحَياة.

 

وَكَلِمَتي لَمْ تَكُنْ باطِلَة .

 

هَرَع إليَّ  مَنْ  كانوا في المَوت.

 

صَرَخوا وَقالوا : تَحَنَّنْ عَلَيْنا،

 

يا ابْنَ الله، وعَامِلْنا بِفَيْضِ نِعْمَتِكَ.

 

حَرِّرْنا مِنْ أغْلالِ الظُّلْمَة.

 

إفْتَحْ لَنا البابَ لِنَخْرُجَ إليك.

 

 

رَأيْنا أنَّ المَوْتَ الذي قَبَضَ عَلَيْنا،

 

لَمْ  يَقْوَ على الدُنُوِّ مِنْكَ.

 

فَلْنَخْلُص مَعَكَ، نَحْنُ أيْضا، يا مُخَلّصَنا.

 

 

أمَّا  أنا  فَسَمِعْتُ  أصْواتَهُم.

 

وَوَضَعْتُ في قلْبي إيْمانَهُم،

 

 وَرَسَمْتُ اسْمي على جِباهِهِم،

 

فَصاروا خاصَّتي وأبْنائِي الأحْرار.  هللـــويـــــا !

                             (الموشح 42) 

 

 

 قِراءَةٌ مِنْ  "مُوَشَّحاتِ سُلَيْمان"  (القرن الثاني)