طابَ لِسِمْعانَ كَلامُ إيليَّا، وَمَلأهُ دَهْشَةً كَلامُ موسى !
إرْتاحَ لِلنُّور، وَطابَتْ نَفْسُهُ بالمَجْدِ العَظيم،
فأحَبَّ المَكان، وسألَ ألَّا يَنْزِلَ مِنْ هُناك !
سَمِعَ النَّبِيَّينِ يَتَكَلَّمانِ عَنْ قِصَّةِ الصَّلْب،
فخافَ أنْ يَنْزِلَ لِيَلْقى البَلايا والدَّم !
ألنُّورُ وَرَبُّنا وإيليَّا وَموسى العَظيمُ
على الجَبَل، سِمْعانُ رَأى وَاشْتَهى :
رَبَّنا، إنْ شِئْتَ، فحَسَنٌ لنا أنْ نَمْكُثَ هُنا !
نَصْنَعُ ثَلاثَ مَظالّ، نُقيمُ فيها :
لَكَ وَاحِدةٌ وَلِموسى واحِدَةٌ يُكَرَّمُ فيها،
وَوَاحِدةٌ لإيليَّا، وَلِنَمْكُثْ هُنا !
لَمْ تَطِبْ كَلِمَةُ سِمْعانَ لِلآبِ المُحْتَجِب،
لِأنَّهُ قالَ : نَصْنَعُ لِلثَّلاثّةِ ثَلاثاً !
غَيْرةُ الآبِ وَبَّخَتْ سِمْعانَ لِأنَّهُ ساوَى
الوَحيدَ بِموسى وإيليَّا !
سَمِعَ الآبُ فَغارَ لِكَرامَةِ وَحيدِهِ :
إنَّ الابْنَ وَحْدَهُ يَسْتَحِقُّ الكَرامَة !
بَسَطَ على الجَبَلِ غَمامَةً واحِدَة، مِظَلَّةَ مَجْد،
لِلكَريمِ وَحْدَهُ، وَتَرَكَ الإثْنينِ كما هُما !
عَلَّمَ الآبُ سِمْعانَ أنْ يَحُدَّ كلِمَتَهُ التي قال :
ألعَبْدُ عَبْدٌ، والرَّبُّ رَبّ !
أسْمَعَ صَوْتَهُ على حَبيبهِ أمامَ عُيونِ التَّلاميذ،
صاحَ : هذا هُوَ ابْني ، حَبيبي ، فَلَهُ اسْمَعوا !
رأى التَّلاميذُ أنَّ كُلَّ ما لِلآبِ هُوَ لِلابْنِ ،
ألقُدْرَةُ وَالمَجْدُ وَالنُّورُ العَظيم، كما لِوالِدِهِ،
بِالمِظَلَّةِ الواحِدةِ التي صَنَعَها، عَلَّمَ الآبُ سِمْعانَ
أنَّ البيعَةَ واحِدَة، والصَّليبَ فيها واحِد !
صَوَّرَ الآبُ البيعَةَ بِغَمامَةٍ واحِدَةٍ مِنَ النُّورِ العَظيم،
وَأمَرَها بِأنْ تَسْمَعَ لآبْنِهِ، في كُلِّ ما يَقولُهُ !
مِنَ الرُّسُلِ والأنْبياءِ ظَهَرَتْ واحِدَةً :
لِأنَّ العَروسَ واحِد، تَبارَكَ مَنْ بِسِرِّهِ أتَمَّ كُلَّ شَيْء !