نداء الرّوح القدس

القوت اليومي

نداء الرّوح القدس

 

عندما يتّحد الرّوح القدس بالأنا الإنسانيّة لا يبطلها،

بل يجعلنا نصرخ وننادي: "أبي، يا أبي".

وهذا النّداء هو أصلاً نداء الرّوح القدس،

ولكنّه يصبح نداءنا،

لأنّ حضور الرّوح القدس لا يدمّر الأنا فينا أو يبطلها،

بل يتكلّم في داخلنا ويدفعنا للتحدّث معه.

 

إنّ القوّة الإلهيّة غير المخلوقة هي التي تدنو منّا وتقودنا،

لكنّ المسألة ليست الشّعور بالنّعمة الإلهيّة،

أو بالقوّة الإلهيّة غير المخلوقة،

فهذا لا يكفي لتعزيتنا،

بل ينبغي أن نشعر بحضور الله كشخص.

 

إنّنا لا نستطيع أن نتّحد أقنوميّاً،

كما اتّحدت طبيعة المسيح الإنسانيّة بطبيعته الإلهيّة،

لكنّنا نستطيع الدّخول في علاقة داخليّة مع الإبن،

بواسطة المحبّة الشّخصيّة التي بقيت فيه بعد تجسّده،

وفتحَت الباب أمام محبّة الله.

 

الأب أنطونيوس آليفيزوبولوس