مَساءُ الأمْسِيَة

القوت اليومي

مَساءُ الأمْسِيَة

 

 

 

 

 

 أعطى رَبُّنا تَلاميذَهُ تَعْليمَهُ الحَياتِيَّ الأخير، ليلَة َ وَزَّعَ عَليهِمْ جَسَدَهُ وَسَقاهُمْ دَمَهُ. كانَ مَساءً ولا أكْمَلَ، حَقَّقَ المَسيحُ فيهِ فِصْحَهُ الحَقيقيّ. كانَ هذا مَساءَ الأمْسِيَة، خَتَمَ المَسيحُ فيهِ تَعْليمَهُ.

 

ألمَساءُ الذي فيهِ اضْمَحَلّتِ الظُّلْمَة، والعَتَمَةُ صارَتْ نوراً، وفيهِ صارَ القمَرُ الرَّابعَ عَشَرَ يَوْمَ الشّمْس ِ الجَديد.

 

إنَّ الرَّبَّ كانَ قدْ أمَرَ، كُلَّ سَنَة، في الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ نَيسان، أنْ يَذْبَحَ المَجْمَعُ حَمَلا ً ويُهَيِّئ الفطير، ثمَّ أمَرَ كنيسَتَهُ أنْ تَصْنَعَ مَساءَ ذلكَ اليَوْم ِ الفِصْحَ ذِكْراً لِلحَمَل ِ، ابن ِ الله، وَهُوَ قبْلَ أنْ يُذْبَحَ مِنْ أجْلِنا، أعْطانا جَسَدَهُ وَدَمَهُ.

 

   أيُّها المَساءُ الذّائِعُ الصِّيت ! فيكَ لانَتِ الأسْرارُ لِلفَهْم، وَبِكَ خُتِمَ المِيثاقُ القديم، واغْتَنَتْ كنيسَة ُ الأمَم. تبارَكَ المَساء، تبارَكَ الزَّمَنُ الذي تَقدَّسَ فيهِ العَشاءُ الأخير .

 

تبارَكتِ المائِدَة ُ التي صارَتْ مَذْبَحاً للرُّسُل. وَقْتَ العَشاءِ الأخير، صَنَعَ رَبُّنا غِذاءً رُوحيّاً، وَمَزَجَ بِهذا الغِذاءِ شَراباً سَماوِيّاً، وَقدْ رَمَزَ إلى ذلكَ أشعيا، آخِذاً طَبيعَة َ عَبْدٍ، ليُتِمَّ نُبُوءَةَ ابْنِ عَامُوس.

 

 

                                                                               

( الميمر الرابع : عن الآلام )

مار أفرامَ السُّريانيّ (+373)