ميلادُ المَسيحِ يُدشّنُ السَّلامَ في الشعبِ المَسيحيّ

القوت اليومي

ميلادُ المَسيحِ يُدشّنُ السَّلامَ في الشعبِ المَسيحيّ

 

 

 

 

 

 

إنَّ روحَ المُؤمِنين الذين يتأمَّلون، كُلَّ الأيَّامِ والأزمِنة، في أعمالِ الله، لمُنجَذِبٌ نحوَ مَجيءِ سَيِّدِنا ومُخلّصِنا، المَولودِ مِن العَذراءِ مريم، حتّى إنَّ القلبَ يَرتَفِعُ إلى مَديحِ خالِقِه، سَواءٌ في غمرِ البُكاءِ والتّضرُّعات، أو في تَسبيحِ المَديحِ خالِقِه، سَواءٌ في غمرِ البُكاءِ والتّضرُّعات، أو في تَسبيحِ المَديحِ أو تَضحيَةِ الذبائِح. وما مِنْ شيءٍ يَحمِلُ عليهِ بِتواتُرٍ وإيمان، نظرَتَهُ الرّوحيَّة إلّا هذا: الآبُ، وابنُ الآبِ المَولودُ مِن الآبِ والمُساوي لهُ في الأزليَّة، والذي وُلِدَ وِلادَةً بشريَّة.

      

ولكِنْ لا يَومَ أحَث ُّ لنا مِنْ هذا اليومِ على التّأمُّلِ في ميلادِ ذلك الذي يَحِقُّ لهُ أن يُعْبَدَ في السَّماءِ وعلى الأرض... لا شَكَّ أنَّ حالة الطفولةِ التي لم يَجِدها ابنُ اللهِ غيرَ لائِقةٍ في عَظَمَتِهِ، مَعَ الزّمَن، قدْ خلقتْ مكاناً لِحالةِ الرَّجُلِ اليافِع، ولمَّا تَمَّ انتِصارُ الآلامِ والقيامة، انتَهَتْ جَميعُ الأعمالِ المُتعلّقة بِتناز ُلِهِ الذي أرادَهُ لأجلِنا. غيرَ أنَّ عيدَ اليومِ يُجدِّدُ لنا مَجيءَ المَسيحِ الذي وُلِدَ مِن العَذراءِ مَريَمَ إلى العالم. وعِندَما نَسْجُدُ لِميلادِ مُخلّصِنا، نَحتَفِلُ في الوقتِ نفسِهِ بِنَشأتِنا. وِلادَةُ المَسيحِ هي في الحقيقةِ مَنشأ ُ الشّعبِ المَسيحيّ.

 

وتَذكارُ ميلادِ الرّأسِ هوَ أيضاً تَذكارُ ميلادِ الجَسَد. بالرَّغمِ مِنْ أنَّ كُلَّ واحِدٍ مَدعوٌّ بِدَورِهِ، وكُلَّ أبناءِ الكنيسَةِ يتناوَبون في عُصورٍ مُختلِفة، فإنَّ مُعظَمَ المُؤمنين الخارِجين مِن حَوضِ المَعموديَّة، وقد صُلبوا معَ المَسيحِ في آلامِهِ وقامُوا يومَ القيامَةِ وجلسوا عن يَمينِ الآبِ في صُعودِهِ، هُم أيضاً وُلِدوا مع المَسيحِ في ميلادِه.

 

 

 

القِدِّيسِ البابا لاوُن الكَبير (+461).