أظهر الربّ مجده بحضور شهود مختارين؛ راح جسمه الشّبيه بجسمنا يشعّ بنور ساطع وأصبح وجهه وضّاء كالشّمس، وثيابه بيضاء كالثلج. من خلال تجلّيه بهذه الطريقة، كان يهدف أوّلاً إلى إزالة عار الصليب من قلوب تلاميذه، كي لا يتسبّب الخزي الناتج من موته بتعكير إيمان أولئك الذين كانوا قد رأوا عظمة كرامته المخفيّة. لكنّه كان يهدف أيضًا إلى تأسيس الرجاء في الكنيسة المقدّسة، بحيث يفهم أعضاء جسد المسيح أي تغيير سيحدث ذات يوم في داخلهم، بما أنّ كلّ واحد منهم مدعوّ إلى المشاركة ذات يوم في المجد الذي رأوه يتلألأ مسبقًا في رئيسهم.
"هَذا هُوَ ٱبنِيَ ٱلحَبيب، فَلَهُ ٱسمَعوا". له اسمعوا، هو الذي يفتح طريق السماء، وبصليبه يهيّئ لكم السُّلَّم للصعود إلى الملكوت. لماذا تخشون أن يتمّ افتداؤكم؟ لماذا تخافون من أن تُشفوا، أيّها المصابون؟ لتكن مشيئتي بحسب مشيئة الرّب يسوع المسيح.
ارفضوا مخاوف هذا العالم وتسلّحوا بالثبات الذي يلهمه الإيمان. فإنّه لا يليق أن تجزعوا، في آلام المخلّص، ممّا، بمعونته، لن تعودوا تخافون منه في مماتكم. من خلال هؤلاء الرسل الثلاثة، علمت الكنيسة جمعاء ما رأوه بعيونهم وسمعوه بآذانهم (راجع 1يو 1: 1). فليشتدّ إيمان الجميع من خلال التبشير بالإنجيل المقدّس، ولا يخجلنّ أحد من صليب الرّب يسوع المسيح الذي بواسطته افتدى المسيح العالم.