ماذا يحدث لنا في المعموديّة؟

القوت اليومي

ماذا يحدث لنا في المعموديّة؟

 

 

 

 

 

 

 

 

تحضر جماعة المؤمنين إلى الكنيسة وتصلّي من أجل طالب العماد، كيما يعتمد "بالنّار والرّوح"، فيتنقـّى كما النّار تنقـّي الذهب، ويتزيّن "بمواهب الرّوح القدس" التي تمنح نور المعرفة وقوّة التنفيذ... ثمّ تطلب الجماعة للمعمّد أن يقدّس الله منه الجسد والنفس والرّوح مسكنًا للاهوته، ويطهّر منه القلب، وينير العقل، ويحمي السّمع والفكر من ضلال العالم... وتقسّم أخيرًا على الأبالسة الدّنسة، والأرواح النجسة، أن تخرج "من هذه الجبلة التي خُطِبَت للإله الحيّ" وهي معدّة لأن تكون "مسكنًا للرّوح القدس".

 

يحلّ الرّوح القدس على المعمّد و"يرفّ" عليه، فينشف فيه طوفان الخطيئة الأصليّة، ويقول له كلمة الحبّ الصادرة من قلب الآب السماويّ، ويجعل منه خلقـًا جديدًا فيتحوّل داخليًّا، ويتبدّل من الإنسان العتيق إلى الإنسان الجديد.

 

يقول الآب للمعمّد: "أنت ابني، أنا اليوم ولدتك"، لا بالطبيعة، بل بالتبنّي، بحيث يستطيع مثل المسيح أن يخاطب الله قائلًا "أبا!" (روم 8/15، غلا 4/6)... وكما أنّ رسالة المسيح دشّنت يوم اعتماده، كذلك حياة المعمّد المسيحيّة والرّسوليّة تدشّن يوم عماده.

 

هل نتذكّر كلّ ذلك يوم نعمّد أولادنا؟ هل نحاسب أنفسنا على ضوء متطلّبات المعموديّة؟ كم يكون مفيدًا أن نتأمّل ما يقوله القدّيس بولس في هذا المجال: "نحن الذين متنا للخطيئة، كيف نعيش بعد فيها؟ أم تجهلون أنّنا، جميع من اعتمدوا للمسيح، قد اعتمدنا لموته (جُعلنا متّحدين بموته لننال فوائد روحيّة؟)... فإن كنّا قد مُتنا مع المسيح، نؤمن أنّنا سنحيا أيضًا معه... فاحسبوا أنفسكم أمواتًا للخطيئة، أحياءً لله في المسيح يسوع... لا تجعلوا أعضاءكم أسلحة إثم للخطيئة، بل اجعلوا أنفسكم لله، كأحياء عادوا من الموت، وأعضاءكم أسلحة برّ لله" (عب 6/ 3-13).

 

 

 

 

الأب جميل نعمة الله السقلاوي اللعازري.