ما هي الجائزة التي ننالها من إتباعك؟

القوت اليومي

ما هي الجائزة التي ننالها من إتباعك؟

ما هي الجائزة التي ننالها من إتباعك؟ السؤال الذي وجّهه بطرس ليسوع والذي يطال حياة كل مسيحي: "ها قد تَركْنا نَحنُ كُلَّ شَيءٍ وتَبِعناكَ". فيأتي جواب يسوع لكل الذين يتبعونه: "ما مِن أَحَدٍ تَرَكَ بَيتًا أَو إِخوَةً أَو أَخَواتٍ أَو أُمَّا أَو أَبًا أَو بَنينَ أَو حُقولاً مِن أَجْلي وأَجْلِ البِشارَة، إِلاَّ نالَ الآنَ في هذهِ الدُّنْيا مِائةَ ضِعْفٍ مِنَ البُيوتِ والإِخوَةِ والأَخَواتِ والأُمَّهاتِ والبَنينَ والحُقولِ مع الاضطِهادات".

إن درب الرب هي "درب التنازل، وتنتهي عند الصليب"، لذلك سيكون هناك دائمًا صعوبات واضطهادات، فالمسيح قد سار على هذه الدرب قبلنا.

عندما تكون حياة المسيحي خالية من الصعوبات والمشاكل فهذه علامة بأن هناك شيء ما ليس على ما يرام، يمكننا أن نفكر بأنه "صديق لروح العالم والعلمنة، وهذه هي تجربة المسيحيّ بالذات".

فالعديد من المسيحيّين الذين يحركهم روح العالم يعتقدون أن إتباع المسيح هو صفقة جيّدة لأنه يمنحهم المراكز ويرفعهم إلى أعلى المناصب. وهذا هو موقف بطرس الذي كان يتحدث عن المنصب، فيجيبه يسوع: "ستنال الضعف مع الاضطهادات"، إذ لا يمكننا أبدًا أن نلغي الصليب من مسيرة يسوع، وهذا لا يعني أنه على المسيحي أن يؤذي نفسه. فالمسيحي يتبع يسوع محبّةً به، وعندما نختار درب المحبّة، نثير غضب الشرير، لأن روح العالم لا يُطيق الشهادة.

"لننظر إلى الأم تريزا: ماذا يقول عنها روح العالم؟ إنها امرأة طيّبة وقد قامت بأشياء جميلة جدًّا للآخرين... لكن روح العالم لن يقول أبدًا أنها كانت تسجد للقربان المقدس يوميًّا ولساعات طويلة، فروح العالم يحجّم الحياة المسيحيّة إلى مجرّد خير اجتماعيّ. كما ولو أن الوجود المسيحي هو مجرّد طلاءٍ خارجي، إعلان يسوع يدخل إلى العظام، إلى القلب، إلى الداخل ويغيّرنا. وهذا ما يرفضه روح العالم ولذلك نتعرض للاضطهادات".

لا يغيبنّ أبدً عنا، أن من يترك بيته، وعائلته لإتباع يسوع ينال مائة ضعف في هذا الزمن مع الاضطهادات. "هذا هو إتباع يسوع: أن نتبعه محبّة به، ونسير خلفه على الدرب عينها. وهذا ما لن يقبله روح العالم، وسيجعلنا نتألّم على مثال يسوع. فلنطلب نعمة إتباع يسوع على الدرب التي أرانا إياها والتي علمنا إياها، فهو لا يتركنا أبدًا وحدنا!

البابا فرنسيس