ما بالكم مضطربين

القوت اليومي

ما بالكم مضطربين

نحن، في نهاية الألف الثاني، نجد أنّنا بحاجة، أكثر من أيّ يوم مضى، إلى سماع هذه الكلمة للمسيح القائم من الموت: "ما بالكم مضطربين!".

إنّها ضرورة لإنسان اليوم الذي لا ينفكّ، يخاف في قرارة نفسه، وخوفه له ما يبرّره.

إنّها ضرورة لكلّ الشعوب، ولكلّ الأمم في العالم كلّه.

يجب أن يتحصّن، في ضمير كلّ كائن بشريّ اليقين أنّ هناك منْ يُمسِك بيديه مصير هذا العالم العابر.

مَنْ بحوزته مفاتيح الموت ومَثْوى الأَموات (رؤ1: 18).

مَنْ هو الألف والياء في تاريخ الإنسان (رؤ22: 13)، أكان فرديًّا أم جماعيًّا، وبخاصّة اليقين أنّ هذا هو المحبّة.

المحبّة تصنع الإنسان. المحبّة التي صُلِبَت وقامت من الموت. المحبّة الحاضرة أبدًا بين البشر.

إنّها المحبّة القربانيّة. فهي ينبوع المشاركة الذي لا ينضب.

وهي وحدها التي يمكن أن نصدّقها ونؤمن بها من دون تحفّظ، عندما تطلب منّا ألاّ نخاف: "ما بالكم مضطربين!".

الطوباوي يوحنّا بولس الثاني