لَولا التَّجَسُّدُ لَما رَأينا الله

القوت اليومي

لَولا التَّجَسُّدُ لَما رَأينا الله

 

 

 

 

 

 

 

قرَأ اليَهودُ هذِهِ النُّبُوءَات، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَفْهَموها. لِأنَّهُمْ سَتَروا آذانَ قلوبِهِمْ لِكَيْ لا يَسْمَعوا. أمَّا نَحْنُ فنُؤمِنُ بيَسوعَ المَسيحِ الذي تَجَسَّدَ وَصارَ إنْسانا، وإنْ كُنَّا لا نَسْتَطيعُ مَعْرِفة الكَيْفِيَّة التي تَمَّ بِها ذلِك.

 

وبِما أنَّهُ لمْ يَكُنْ بِاسْتِطاعَتِنا أنْ نَراهُ كما هُوَ وَلا أنْ نَتَمَتَّعَ بِه، فقدْ صارَ واحِداً مِنَّا لِكَيْ نَتَمَكَّنَ هكذا أنْ نَتَمَتَّعَ بِهِ. لِأنَّنا إنْ كُنّا لا نَسْتَطيعُ أنْ نَتَطلّع.

 

إلى الشَّمْسِ التي خُلِقَتْ في اليَومِ الرَّابِع، فكيفَ يُمْكِنُنا أنْ نَرَى خالِقها ؟ لقدْ نَزَلَ الرَّبُّ في لَهيبِ نارٍ على جَبَلِ سيناء، فلمْ يَتَحَمَّلِ الشعْبُ ذلِك، بَلْ قالوا لِموسى : " كَلّمْنا أنتَ فنَسْمَعَ ولا يُكلّمْنا اللهُ لِئلّا نَموت" وفي مَوْضِعٍ آخَر : "أيُّ بَشَرٍ سَمِعَ صَوتَ اللهِ الحَيِّ مُتَكلـِّماً مِنْ وَسَطِ النّارِ وَعاش ؟". 

 

فإنْ كانَ سَماعُ صَوتِ اللهِ يَتَكلـَّم، يُميت، فكيفَ لا تُسَبِّبُ رُؤيَتُهُ المَوت ؟ لِمَ تَتَعَجَّب ؟ إنَّ موسى نَفسَهُ يَقول:  "أنا مَرْعوبٌ مُرْتَعِد".

 

 

                                                                   (العظة 12، 13 )

 

القِدِّيسِ كِيرِلـُّسَ الأورَشَليميّ (+ 387)