لنفرح بمريم

القوت اليومي

لنفرح بمريم

 

 

 

 

 

لتفرح بمريم فرقة العذارى كلّها

 

فإنّ إحداهنَّ قد ولدت

 

جبّارًا حامل الخلائق

 

به تحرّرت البشريّة المستعبدة

 

ليفرح بمريم آدم الأوّل الذي لدغتهُ الحيّة

 

فقد منحتهُ نسلاً غذاه.

 

به قويَ على الثعبان

 

وأُعفيَ من لدغة الحيّة المميتة.

 

ليفرح الكهنة بالعذراء المباركة فقد ولدت

 

الكاهن العظيم الذي صار ذبيحة

 

ونجّاهم من الذبائح

 

هو بذاته صار ذبيحة فأرضى أباه

 

ليفرح بمريم صفّ الأنبياء كلّهم

 

فيها قد تمَّت رؤاهم

 

ونبوءاتهم بها كملت

 

وبها آياتهم ثبتت وتوطّدت

 

ليفرح بمريم جمع الآباء بأسرهم

 

فهي تقبّلت بركتهم

 

جعلتهم بابنها كاملين

 

بها قد طهر الرّاؤون والصّدّيقون والكهنة

 

أعطت مريم لبني البشر ثمرة عذبة

 

بدل تلك الثمرة المُرّة

 

التي من الشّجرة قطفتها حوّاء

 

وبثمرة مريم هوّذا الخليقة جميعُها تتلذّذ

 

شجرة الحياة المخفيّة في الفردوس

 

بمريم تمَّت ومنها انبعثت

 

وفي ظلّها الخليقة جلست

 

ونثرت ثمارها على البعيدين والقريبين

 

مريم نسجت ثياب مجد وهبتهُ لأبيها

 

وكان قد عُرّي بين الأشجار

 

فيها اكتسى وتستّر وازدان بالجمال

 

امرأته صرعته وابنته أقامته فنهض جبّارًا

 

حوّاء والحيّة حفرا حفرة فيها أسقطا آدم

 

فأسرعت مريم والملك

 

وانحنيا وأخرجاه من الهوّة

 

بالسّرّ الخفيّ الذي تجلّى وأحيا آدم

 

الكرمة البتول أعطت عنقوداً عذب الخمرة

 

بها المكتئب وجد الرّاحة

 

حوّاء وآدم في شدّتهما

 

ذاقا دواء الحياة وبه غمّهما انفرج.

 

 

 

 

مار أفرام السّريانيّ(+373)