لن تَكونوا أبناءَ النورِ إلّا بالرُّوحِ القُدُّوس.

القوت اليومي

لن تَكونوا أبناءَ النورِ إلّا بالرُّوحِ القُدُّوس.

 

 

 

 

 

 

بعدَ أن قامَ ربُّنا مِن بينِ الأمواتِ وتَراءى لنا ولمَسَهُ توما ومتّى ويوحنّا، فتأكّدنا مِنْ أنَّ مُعلّمَنا قامَ حَقّاً مِن بينِ الأموات، كان أنّنا سَقطنا على وُجوهِنا مُبارِكين الله، أبا العالمِ الجَديد، الذي خلّصنا بيسوع ربِّنا. ولمَّا استَحوَذ علينا خوفٌ عَظيمن ظللنا ساقِطين على وُجوهِنا كالأطفال، بِغيرِ كلام.

 

فوضَعَ ربُّنا يسوع يَدَهُ على كُلٍّ مِنّا واحِداً فواحِداً وأنهَضَنا قائلا: لماذا خارَتْ قلوبُكم واعتراكُمُ الذهول؟ ألا تَعلمون أنَّ ذاكَ الذي أرسلني يَستَطيعُ أن يَصنَعَ العظائِمَ لِخلاصِ الذين يؤمِنون بِهِ من قلوبِهم؟ لا تَمكُثوا إذن هكذا مَذهولين، خَجِلين وكَسالى، بلِ اطلبوا، كأبناءِ النور، مِن أبي الذي في السَّماء، روحَ المَشورَةِ والقُوَّة، فيَملأكُم مِن الرُّوحِ القُدُّوس، ويَهَبَكُم أن تَكونوا معي إلى الدهر.

      

فأجَبْنا قائلين: أيُّها الرَّبّ، مَن هُوَ الرُّوحُ القُدُّوسُ الذي قُلتَ لنا أنْ نَطلبَهُ؟ ما هيَ قُوَّتُه؟ فقال لنا رَبُّنا: ألحَقَّ أقولُ لكم، إنّكُم لن تَكونوا أبناءَ النورِ إلّا بالرُّوحِ القُدُّوس.

 

فأجبناهُ قائلين: رَبَّنا، أعطِنا هذا الرُّوح. وحالا ً نفخَ يسوعُ فينا ؛ ومن بعدِ أنْ نِلنا الروحَ القُدُّوس، قال لنا: الحَقَّ أقولُ لكُم، أنتُم الذين تتَلمَذوا لِمَلكوتِ السَّماء، وآمَنوا بي بقلبٍ غيرِ مُنقسِم، وتَبِعوني، معي تَكونون. وجَميعُ الذين يَعرفون - بواسِطَتِكُم - مشيئة أبي، فيصنعونَها ويَحفظون أقوالي ويعرِفون آلامي، أولئِكَ يتقدَّسون، وفي منازِل أبي يسكنون، ويَنجون مِن الأيامِ الشّـِريرَة المُنتظَرِ أن تأتي، وأكونُ معهُم، وأرشِدُهم إلى طـُـرُقِي التي بها يَحيَون.

 

قراءةٌ منْ "عهدِ الرَّب"