كلامٌ جَديدٌ نارٌ وَرُوح

القوت اليومي

كلامٌ جَديدٌ نارٌ وَرُوح

 

 

 

 

أُرْسِلَتْ بِشارَةُ  الابْن ِ في جَميع ِ الألْسِنَة

إلى شُعُوبِ الأرْض ِ الذينَ خَرَجوا مِنْ أرْض ِ بابِل.

أظْهَرَ بالكَلام ِ الجَديدِ الذي وَهَبَهُ رُسُلَهُ

حَقيقةَ أنَّهُ كانَ مَعَ أبيهِ، يَوْمَ بَلْبَلَ جَميعَ الألْسِنَة.

 

بِتِلكَ الهِبَةِ التي وَهَبَ لِلرُّسُل، تَعَلّمَتِ الأرْض

أنَّهُ هُوَ وَهَبَ الإنْسانَ الكَلِمَة َ مِنَ البَدْء.

لَهُ الكَلِمَةُ والصَّوْتُ واللّسان،

الفَمُ وَالقلْبُ وَالمَعْرِفةُ وَالعَقلُ كامِلَة ً.

 

هُناكَ شاءَ فبَلْبَلَ جَمِيعَ الألْسِنَة،

وهُنا شاءَ فقسَّمَ الرُّوحَ مِنْ كُلّ ِ نَوع.

هُوَ بَلْبَلَ وَهُوَ قسَّمَ : إنّهُ لَسَهْلٌ عَليهِ،

وَهُوَ الخالِق، أنْ يُنَوِّعَ خَلائِقهُ.

 

هُوَ مَيَّزَ الشعُوبَ في بابِلَ وَشَتَّتَهُم،

وَهُوَ مَنَحَ رُسُلَهُ ألْسِنَةً وَأرْسَلَهُم.

العَظيمُ الماهِرُ الذي وَهَبَ تلاميذَهُ التّعْليم

ناراً وَرُوحاً فكَلّمَهُم، وكانوا ناقِصين،

 

هُوَ ألْبَسَهُم سِلاحَ النّار بالرُّوح ِ الذي هَبَطَ،

فعَلّمَ الكِتابَ الجَديدَ بِنَوْع ٍ مُذْهِل ٍ !

إتَّقدَتْ بِهِم ِ نارُ العُلى، رَبَّةُ الكُنُوز،

وآتتْهُم أنْ يَنْطِقوا بِجَميع ِ الألْسِنَة.

 

قالَ لَهُم : جِئْتُ أُلْقي في العَالَم ِ ناراً !

فيهِم ألقاها، كما وَعَدَ، فاسْتَنارَتِ الأرْض.

كانوا مَصابيحَ، عَتيدَةً لِلنّور،

ولَمْ  يَكونوا  بَعْدُ  قدْ  قبِلوا مِنَ العَلِيّ ِ النّور.

 

إشْتَعَلَتِ النّارُ العِلّيَّةِ يَوْمَ اجْتَمَعوا،

واضْطَرَمَتْ فيهِم فأضاءَ العَالمُ بِأشِعَّتِهِم.

مَسَّتْهُم ألْسِنَة ُ اللّهيبِ واحِداً  فواحِداً،

وَكالمَصابيح ِ انْدَفقَ مِنْهُمُ النّور.

 

إضْطَرَمَتِ النّارُ كما في سُرْج ٍ مِنْ ذَهَبٍ خالِص،

فلَمَعَتِ الشُّعوبُ واسْتَنارَتْ بأضْوائِهِم.

                                                                                (نشيد أحد العنصرة)

 

 

مار يَعقوبَ السَرُوجِيّ (+521)