في المسيحِ قالَ اللهُ لنا كُلَّ شيء ( تابع)

القوت اليومي

في المسيحِ قالَ اللهُ لنا كُلَّ شيء ( تابع)

 

 

 

 

 

 

نَسْتَخْلِصُ إذاً، أنَّ الرَّغبَة في الإيحاءاتِ والرُّؤى، في الشَريعَةِ الجَديدَة، ليْسَتْ جَهالة ً فحَسْبُ، بَلْ إنّها إهانة ٌ مُوَجَّهَة ٌ إلى الله.

 

لأنّنا بِذلكَ لا نُلقي بِأنظارِنا إلى المَسيح وَحْدَهُ بَلْ نُفتّـِشُ عَنْ شَيءٍ جَديدٍ خارِجاً عَنه. فيُجيبُنا الله: إنْ كُنتُ قلتُ لكُمْ كُلَّ ما كان لدَيَّ أنْ أقولهُ في الكَلِمَةِ ابْني، ولمْ يَعُدْ لدَيَّ ما يُمْكِنُني أنْ أ ُعْلِنهُ أو أ ُجيبَ بِهِ بِأكْمَلَ مِمَّا فعلتُ، فعليكُم أن تُحَدِّقوا بِأنظارِكُم إليه وَحْدَهُ، لأنّي فيهِ أنشَأتُ كُلَّ شَيء، وفيهِ قُلتُ كُلَّ شَيء، وَأوحَيْتُ بِكُلِّ شَيء، وفيهِ تَجِدون فوق ما تَبْتَغون وتَطلبون...

 

مِنْ يَومَ حَللتُ فيهِ بِرُوحي على جبلِ التّجَلّي، وَقلتُ: هذا هُوَ ابْني الحَبيبُ الذي بِهِ سُرِرْتُ، فلهُ اسمَعوا، أوْقفتُ كُلَّ مُمارَساتِ التّعليمِ القديمَة، وأسْنَدْتُ إليهِ تِلك الرِّسالة، فاسْمَعوا لهُ لأنّهُ لمْ يَعُدْ لي أيُّ إيمانٍ أظهِرُهُ، ولا أيُّ شَيءٍ أعلِنُهُ. قبلَ هذِهِ السَّاعَة، تَكلّمْتُ لِأعِدَكُمُ بِالمَسيح، وأجَبْتُ على أسئلةٍ تتَلاءَمُ  والتَّفتيشَ عَنِ المَسيحِ والأمَلَ بِهِ. كان يجبُ أنْ يُحْصَرَ في المَسيحِ كُلُّ خير، كما يُعلنُهُ الآن الإنجيليُّون والرُّسًل.

 

 

 

 

القِدِّيس يُوحَنّا الصَّليبيّ (+1591)