إنَّ الكنيسَة، لا تَكْتَفي بِأنْ تَرْفَعَ - بَحُكْمِ قانونِها- اعْتِناقَ الطَريقةِ الرُهْبانِيَّةِ إلى رُتْبَةِ حالةٍ شَرْعِيَّة، بَلْ تُبْرِزُها، في عَمَلِها الطَقْسِيِّ أيْضا، كَحالَةٍ مَوْقوفةٍ على الله.
فَإنَّها تَقْبَلُ - بِالسُّلْطانِ الذي قَلَّدَها إيَّاهُ الله - نُذورَ مَنْ يَعْتَنِقونَ الطَريقةَ الرُهْبانِيَّة، وَتَتَوَسَّلُ إلى اللهِ بِصَلاتِها الرَسْمِيَّةِ أنْ يُعينَهُم وَيَمْنَحَهُمْ نِعَمَهُ، وَتَشْفَعُ لَهُم إلى الله، وَتَمْنَحُهُمُ البَرَكةَ الرُوحيَّة، ضامَّةً تَقْدِمَتَهُمْ إلى ذَبيحَةِ الشُّكر.
على الرُهْبانِ أنْ يَضَعوا كُلَّ عِنايَتِهِم في أنْ تُمَثِّلَ الكَنيسَةُ على يَدِهِم، كُلَّ يَوم، تَمْثيلاً أصَحَّ - في عَيْنِ المُؤمِنينَ وَغَيْرِ المُؤمِنين - المَسيحَ المُتَأمِّلَ على الجَبَل، وَالمُبَشِّرَ الجَمْعَ بِمَلَكوتِ الله، وَالشافِيَ المَرْضى وَالجَرْحى، والرادَّ الخَطَأَةَ إلى سيرَةٍ أصْلَح، وَالمُبارِكَ الأطْفال، وَالمُحْسِنَ إلى الجَميع، بالطّاعَةِ الدائِمَةِ لِمَشيئةِ الآبِ الذي أرْسَلَهُ.
(دستور عقائدي في الكنيسة ، 45 -46 )
مِنْ وَثائِقِ المَجْمَعِ الفاتيكاني الثّاني المَسْكوني.