عروسُ الكنيسة يُعمِّدُ بالرُّوحِ القدُس

القوت اليومي

عروسُ الكنيسة يُعمِّدُ بالرُّوحِ القدُس

 

 

 

دنا الحَقيرُ مِن القديرِ طالِباً إليه،

كيفَ يُمكِنُ، يا سَيِّدي، أن يَكون هذا؟

لقد قُلتُ لِعَروسِ النّورِ خِطـِّيبَتِكَ:

إنَّ العَروسَ سيِّدَكِ يُعَمِّدُ بالرُّوحِ القُدُس والنّار.

 

باسمِك َ كُنتُ أعمِّدُها لِتَزدان بِكَ،

فباسمِ مَنْ أعمِّدُك َ أنتَ القُدُّوس، لا أعلم؟

كلمَتي رَهْنٌ لديها وهي تَحْرَصُ عليها،

كُنتُ أقولُ لها: هُوَ يُعَمِّدُكِ بالرُّوحِ القُدُس.

 

فكيفَ أرْجِعُ الآن عَنْ كلمَتي وأغيِّرُ صَوتي،

فأعَمِّدَك بالماءِ كالباقين، يا مُعَمِّدَ الجَميع؟

إذن أكونُ أنا كاذِباً وأنتَ تُحْقَر،

والعَروسُ يأخُذ ُها الظـَّنُّ أنَّ في خِطـِّيبِها نُقصانا.

 

وماذا أقولُ حين َ أعمِّدُ غافِرَ الذنوب،

وبأيِّ ألحانٍ أتِمُّ رُتْبَة المَعموديَّة؟

أباسمِ الآبِ أعَمِّدُ الابن َ وأنتَ لا تَزالُ في حِضنِهِ،

ولا مَكان لأيَّةِ إشارَةٍ ولو صَغيرةٍ بينَك َ وبينَهُ؟

 

أأدعو الابن وأنتَ وَحدَك مُقدِّسُ المياه،

ولِمَ تَغسِلُ قُدْسَك َ بالعِمادِ وأنتَ القُدُّوس؟

وإنْ عَمَّدتُ باسمِ الروحِ فكيفَ يُمكِنُ،

أنْ أختِمَ المياهَ بِمَعزِلٍ عنك َ أنتَ الكائِنَ معَ الروح؟

 

ألآبُ في ابنِهِ والابنُ كُلّهُ في أبيه،

والرُوحُ الذي منهُ سُلطانٌ واحِدٌ بغيرِ انفِصال.

فكيفَ أفعَلُ هذا أنا الشّقِيَّ الضَعيف،

فأرميَ الشِقاق في تِلك الوَحْدَةِ التي لا تَنفَصِم؟

 

 

(نشيد عماد مخلصنا في الأردن).

 

مار يعقوب السَّروجيّ (+521).