طبيعَةُ الحالةِ الرُهْبانِيَّة

القوت اليومي

طبيعَةُ الحالةِ الرُهْبانِيَّة



   يَقِفُ المُؤمِنُ ذاتَهُ وَقْفاً تامّاً على الله، الذي لا يُسْتَحَبُّ علَيه، عَنْ طَريقِ النُذورِ أو غَيْرِها مِنَ الوَثائِقِ التي تُوازي النُذور، التي بِقُوَّتِها يَلتَزِمُ بِحِفْظِ المَشوراتِ الإنْجيليَّة المَذْكورَة، بِحَيْثُ يُصْبِحُ مُعَدّا، بِصورَةٍ جَديدَةٍ خاصَّة، لِخِدْمَةِ اللهِ وإكرامِهِ.


إنَّهُ قدْ ماتَ عَنِ الخَطيئة، وَتَخَصَّصَ باللهِ في العِماد، وَكيْما يَتَيَسَّرُ لَهُ أنْ يَجْنِيَ ثَمَراً أوْفَرَ مِنْ نِعْمَةِ العِماد، عَنْ طَريقِ اعْتِناقِ المَشوراتِ الإنْجيليَّة في الكنيسَة، فإنَّهُ يُصَمِّمُ على التَحَرُّرِ مِنَ المَوانِعِ التي مِنْ شَأنِها أنْ تَصْرِفَهُ عَنْ حَرارةِ المَحَبَّةِ وَكَمالِ التَقْوى، ويَحْتَبِسُ مِنَ الصَميمِ على خِدْمَةِ الله. وَإنَّ هذا الاحْتِباسَ لَيَقْرُبُ مِنَ التَمامِ على قدْرِ ما تَتَقوَّى وَتَتَثَبَّتُ الوِثاقات التي تُمَثِّلُ فيهِ المَسيحَ مُتَّحِداً اتِّحاداً لا يَنْحَلُّ بالكَنيسَةِ عَروسِه.


وَبِما أنَّ الَمشوراتِ الإنْجيليَّةَ تَصِلُ مَنْ يتَبَعونَها صِلَةً خاصَّةً بالكنيسَةِ وَسِرِّها عَنْ طَريقِ المَحَبَّةِ التي تَقودُ إليْها، فإنَّ حَياةَ هؤُلاءِ الرُوحيَّةَ يَجِبُ أنْ تُحْبَسَ أيْضاً على خَيْرِ الكنيسَةِ كُلِّها. وَمِنْ هُنا يَنْبَثِقُ واجِبُ الانْصِراف، على قدْرِ الطاقةِ وَوَفْقاً لِنَوْعِ الدَعْوَة، سَواءٌ بِالصَلاةِ أمْ بِالعَمَل، إلى تَرْسيخِ مُلْكِ المَسيحِ وَتوْطيدِهِ في النُفوس، وإلى نَشْرِهِ في جَميعِ أقْطارِ الأرْض.


وفي سَبيلِ ذلِكَ أيْضاً، تَحْمي الكنيسَةُ وَتَعْضُدُ، في كُلٍّ مِنَ المُؤسَّساتِ الرُهبانيَّةِ على اخْتِلافِها، مِيْزَتَها الخاصَّة.

                                                   (دستور عقائدي في الكنيسة،44 )

مِنْ وَثائِقِ المَجمَعِ الفاتيكاني الثّاني المَسْكوني