شكر الله لأجل محبتّه

القوت اليومي

شكر الله لأجل محبتّه

 

 

أيّها الربّ إلهي

 

أشكرك بلا انقطاع

 

لأجل حكمتك اللامنتاهية

 

ورحمتك المقدّسة التي تنازلت بها

 

 

بنوع عجيب

لكي تعيننا و تعضد ضعفنا

 

بواسطة ابنك الحبيب مخلصنا وفادينا

 

الذي مات عن خطايانا وقام لأجل تبريرنا،

 

وجلس عن يمينك يشفع فينا ،

 

وهو قادر دائمًا على خلاصنا

 

لكونه إلهًا مولودًا منك أيّها الآب الأزلي

 

ومساويًا لك في الجوهر

 

وقد جعلته ديّان الأحياء والأموات

 

وأسلمت له الحكم كلّه

 

وأعطيته كلّ سلطان في السّماء

 

وعلى الأرض وفي الجحيم

 

كي تجثو لاسمه كلّ ركبة ويعترف كلّ لسان

 

إنّ يسوع المسيح ربّ لمجدك

 

أيّها الآب القدير

 

ذلك هو الشّاهد

 

الذي لا يخفي عليه ضمير الخاطىء

 

وكلّ الأشياء مكشوفةٌ لديه

 

 وقد استكنّت فيه جميع كنوز الحكمة والعلم

 

ذلك هو القاضي الذي دين بغير عدل

 

لكنّه سيدين الأمم بالعدل والإنصاف

 

ذلك هو الكلمة الابن الوحيد

 

الذي بتنازله المفرط واتضاعه اللامتناهي

 

اتخذ جسدًا وصار إلهًا وإنسانًا معًا

 

باتّحاد عجيب ليس فيه امتزاج ولا تحوّل

 

بل يستمر دائمًا كما كان سرمدًا.

 

فما أعظم جودة حلمك الإلهي ، أيها الآب

 

ويا له سّر عجيب يفوق العقل

 

لأنه فيها نحن غير مستحقين أن نكون عبيدًا

 

تصالحنا معك بتجسّد ابنك وفدائه

 

ونلنا البرارة بشفاعته وجعلنا لك بنين

 

وشركاء لميراث النّعمة والملكوت.

 

لذلك أبارك اسمك القدّوس

 

وأمجّد وأعظّم قدرتك أيّها الآب الرّحيم

لأجل ذلك الاتحاد الإلهي و البشريّ العجيب

 

غير المدرك الكائن في وحدة الأقنوم

 

وأسألك أيّها الإله الحليم

 

بحقّ جودتك ورأفتك ومحبّتك السّامية

 

أن تجعلنا أهلاً لمواعيد ابنك العظيمة.

 

وبقوّتك  اللامتناهية ثبّت ما جعلته فينا

 

 

وكمّل ما ابتدأت به

 

لكي نستطيع أن نبلغ

 

إلى التمتّع الكامل برحمتك.

 

وامنحنا موهبة روحك القدّوس الجليلة

 

لنفهم سّر جودتك السّامي

 

الذي ظهر بالجسد وتبرّر بالرّوح

 

وتراءى للملائكة

 

وبشّر به بين الأمم، وآمن به العالم ،

 

وصعد بالمجد

 

فنكون أهلاً لأن نقدم له الإكرام

 

بوقار واحترام لائق

 

ونمجّده ونعظم قدرة جلاله أبد الدّهور.

 

القديس أوغسطينوس.