سِرُّ الزَّواجِ المُقدَّس

القوت اليومي

سِرُّ الزَّواجِ المُقدَّس

 

 

 

 

 

 

 

 لا يَكْفي أنْ يُحِبَّ الرَّجُلُ امْرأتَهُ، كَونَها مَخْلوقةً مِنْ لَحْمِهِ، بلْ يَجِبُ أنْ يُحِبَّها، كَونَ اللهِ قدْ وَضَعَ ذلكَ شَريعَةً، بِقولِهِ : يَتْرُكُ الرَّجُلُ أباهُ وأمَّهُ وَيَلزَمُ امْرَأتَهُ، فَيَصيرانِ جَسَدًا واحِدًا.

 

وَيُذَكِّرُنا القِدِّيسُ بولُسُ بِهذهِ الشَّريعةِ لِيَحُثَّنا على الحُبِّ مِنْ جَميعِ جِهاتِهِ. فانْظُروا  لَطافَتَهُ : إنَّهُ لا يَكْتَفي بأنْ يَحُثّ الرَّجُلَ على حُبِّ امرأتِهِ باسْمِ شَرائِعَ إلهيّةٍ أو إنْسانيّة، بل يَذكُرُ النِّظامَيْنِ الإلهيَّ والإنْسانيَّ مَعاً، لا يَفْصِلُ بَيْنَهُما.

 

فالنُّفوسُ السّامِيَةُ التَّقِيّةُ تُحِبُّ بِدافِعٍ سَماويّ، أمّا النُّفوسُ الضَّعيفَةُ فَتُحِبُّ بِدافعٍ إنسانيٍّ وطَبيعيّ. لذلكَ يَبْدأُ تَعْليمَهُ بإعْطاءِ المَسيح مَثَلاً أكبر : أحِبّوا نِساءَكُم كما أحَبَّ المَسيحُ كنيسَتَهُ. ويُضيفُ مَثَلاً بَشَريًا : على الرِّجالِ أن يُحِبّوا نِساءَهُم كأجسادِهِم.

 

ثُمَّ يَعودُ الى مَثَلِ المَسيح : ألَسْنا أعْضاءَ جَسَدِهِ مِنْ لَحْمِهِ وعِظامِهِ؟  وأخيراً يَعودُ الى الإنْسانِ : يَتْرُكُ الرَّجُلُ أباهُ وأمَّهُ وَيَلْزَمُ امرأتَهُ. وبَعْدَ هذهِ الشَّريعَةِ يُضيف : إنَّ هذا لَسِرٌّ عَظِيم !

 

 

القِدِّيسِ يوحَنّا فَمِ الذَهَب (+407)