سُلطَةُ الكنيسَةِ وعَلاقتُها بالرُهْبان

القوت اليومي

سُلطَةُ الكنيسَةِ وعَلاقتُها بالرُهْبان



  إنَّ وَظيفَةَ السُلْطَةِ الكَنَسِيَّةِ هِيَ أنْ تَرْعى شَعْبَ اللهِ وَتَقودَهْ إلى المَراعي الخَصيبَة. فَمِنْ خَصائِصِها أنْ تُنَظِّمَ بِقوانِينِها تَنْظيمًا حَكيمًا مُمارَسَةَ المَشوراتِ الإنْجيليَّةِ التي هِيَ دَعامَةٌ فريدَةٌ لِلمَحَبَّةِ نَحْوَ اللهِ وَنَحْوَ القريب، وَهِيَ التي، فوْقَ ذلِكَ، تَقْبَلُ، طَوْعًا لِدَوافِعِ الرُّوحِ القُدُس، الرُسومَ التي يَعْرِضُها رِجالٌ وَنِساءٌ مُتَفَوِّقون، وَتُوافِقُ عَليها مُوافَقةً رَسْمِيَّة، بَعْدَ أنْ تَكونَ هذِهِ الرُسومُ قدْ صُحِّحَت، وَهِيَ التي بِسَهَرِها وَحِمايَتِها تَرْعى المُؤَسَّساتِ المُنْشأةَ في كُلِّ مَكانٍ لِبُنْيانِ جَسَدِ المَسيح، حتَّى تَنْمُوَ وَتَزْدَهِرَ وَفْقًا  لِروحِ المُؤسِّسين.


   وَتَدَارُكًا لِحاجاتِ قطيعِ الرَّبِّ كُلِّه، على خَيْرِ ما يُمْكِن، يَسْتَطيعُ الحَبْرُ الأعْظَم، بِما لهُ مِنْ رِئاسَةٍ على الكنيسَةِ الجامِعَة، وَبِالنَّظَرِ إلى الخَيْرِ العام، أنْ يَعْصِمَ مِنْ وِلايَةِ الرَّئيسِ المَكاني وَلا يُخْضِعَ لِسِواهُ كُلَّ مُؤسَّسَةٍ مِنْ مُؤسَّساتِ الكَمالِ وَكُلَّ عُضْوٍ مِنْ أعْضائِها، كما يُمْكِنُ أنْ تُتْرَكَ هذِهِ المُؤَسَّساتُ لِسُلْطَتِها البَطْريَرْكِيَّةِ أو أنْ تُوكَلَ إليْها.


وَيَلتَزِمُ الرُهْبان، فيما يَقومون، بِناءً على نَوْعِ حَياتِهِم الخاص، بِواجِبِهِمْ نَحْوَ الكنيسَة، أنْ يُؤدُّوا لِلأساقِفَة، وَفْقاً لِلشَرائِعِ القانونيَّة، الاحْتِرامَ والطاعَةَ، بِسَبَبِ ما لِلأساقِفةِ مِنْ سُلْطانٍ رَعائِيٍّ في الكَنائِسِ الخاصَّة، وَتَوْفيرًا لِلوِحْدَةِ وَالوِئامِ الضَرورِيَّينِ في العَمَلِ الرَسوُليّ.


(دستور عقائدي في الكنيسة ، 45 )

مِنْ وَثائِقِ المَجْمَعِ الفاتيكاني الثّاني المَسْكوني.