رُموزُ العَذراءِ في العَهْدِ القديم (تابع)

القوت اليومي

رُموزُ العَذراءِ في العَهْدِ القديم (تابع)

 

 

 

 

 

 

 

   

أكادُ أغْفَلُ عَنْ سُلَّمِ يَعْقوب. ماذا ؟ ألا يَتَّضِحُ لِكُلِّ أحَدٍ أنَّهُ كانَ صورَةً عَنْكِ ؟ فَكَما أنَّ يَعْقوبَ رأى السَّماء مُتَّصِلَةً بالأرْضِ بِطَرَفَي السُّلَم، وَعَليهِ يَنْزِلُ المَلائِكَةُ وَيَصْعَدون، وَقدِ اشْتَبَكَ مَعَهُ في صِراعٍ رَمْزِيٍّ القَوِيُّ الذي لا يُغْلَب، هكذا أصْبَحْتِ أنْتِ الوَسيطَة والسُّلَمَ التي نَزَلَ عليها اللهُ نَحْوَنا، وَحَمَلَ ضَعْفَ طَبيعَتِنا واعْتَنَقها وامْتَزَجَ بِها، وَجَعَلَ مِنَ الإنْسانِ روحاً يَرى الله.

  

 

وما قوْلي في آياتِ الأنْبياء، ألا يَجِبُ أنْ تَعودَ إليكِ، إذا شِئْنا أنْ نُثْبِتَ صِحَّتها ؟ ما هِيَ تِلكَ الجَزَّةُ التي أشارَ إليها داود، والتي يَنْزِلُ عليها كالمَطَرِ ابْنُ المَلِكِ وإلهُ الجَميع، الذي لا بِدايَةَ لَهُ وَيَمْلِكُ كأبيه، ألَسْتِ بِكُلِّ وُضوحٍ تِلكَ الجَزَّة ؟

  

مَنْ هِيَ العَذراءُ التي قالَ عَنها آشَعيا : إنَّها تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً يُدْعى "إلهُنا مَعَنا"، أيّ أنَّهُ يَظَلُّ إلهاً وَلَو صارَ إنْساناً ؟

  

مَنْ هُوَ جَبَلُ دانيالَ الذي قُطِعَ مِنْهُ، بِغَيْرِ يَدٍ بَشَرِيَّة، حَجَرُ الزاوِيَة، التي هِيَ المَسيح ؟ ألَيْسَ هُوَ أنْتِ التي حَبِلَتْ بِلا زَواجٍ وَما زالَتْ دائِماً عَذراء ؟

 

(عظة الإنتقال)

 

 

القِدِّيسِ يوحَنّا الدِمَشْقي (+746)