رُموزُ الصَّليب

القوت اليومي

رُموزُ الصَّليب





في الفِردَوْسِ كانَتِ السَّقْطة، وفي البُسْتانِ كانَ الخَلاص. مِنَ الشَّجَرَةِ جاءَتِ الخَطيئة، وَبِمَجيءِ الشَّجَرَةِ (الصَّليب) زالتِ الخَطيئة. عِنْدَ نَسيمِ النَّهار، اخْتَبَأ آدَمُ وَحَوَّاءُ مِنْ أمامِ وَجْهِ الرَّبِّ الذي كانَ يَتَمَشَّى في الجَنَّة ؛ وَعِنْدَ المَساء، قَبِلَ الرَّبُّ اللِّصَ في الفِرْدَوس.


  صَلَبَ موسى حَيَّةً مِنْ نُحاس، لِكَيما يُشْفى الذي تَلْدَغُهُ حَيَّة، إذا نَظَرَ بإيمانٍ إلى الحَيَّةِ النُّحاسِيَّة. إذا كانَتِ الحَيَّةُ النُّحاسِيَّةُ المَصْلوبَةُ تُخَلِّص، أفلا يُخَلِّصُ ابْنُ اللهِ المُتَجَسِّد ؟ فالخَلاصُ يَأتي بِواسِطَةِ الخَشَبَة.


فَفي زَمانِ نوح، حُفِظَتِ الحَياةُ بِفَضْلِ تابوتٍ مِنْ خَشَب، وَفي أيَّامِ موسى، عِنْدَما شاهَدَ البَحْرُ رَمْزَ العَصا، إنْشَقَّ أمامَ الذي ضَرَبَهُ بِها. فما اسْتَطاعَتْ عَصا موسى أنْ تَفْعَلَهُ، ألا يَسْتَطيعُ صَليبُ المَسيحِ أنْ يَفْعَلَهُ ؟ وإنِّي لأتْرُكُ عَدَدًا كبيرًا مِنَ الرُّموز، لِضيقِ الوقت. بالخَشَبَةِ صارَ الماءُ حُلْوًا في أيَّامِ موسى، وَسالَ الماءُ على خَشَبَةِ الصَّليبِ مِنْ جَنْبِ يَسوع.

(الخطبة 13 ، 19 - 20) 

القِدِّيسِ كِيرِلُّسَ الأُورَشَليمي (+387)