ركائز السّلام
إنَّ السّلام يرتكِزُ في النُّفوس على روحٍ جديدٍ يُنعِشُ الحياة المُشتركة بين الشّعوب، على ذهنيَّةٍ جديدةٍ حيال الإنسان ومصائره. والطريقُ لا تزالُ طويلةً حتّى تَعُمَّ هذه الذهنيَّةُ وتُصبح نافذة. إذ لا بُدَّ من تنشئة الأجيال الطّالعة على الإحترام المُتبادل بين الأُمم، وتآخي الشّعوب وتعاوُن مُختلِف الفئات في سبيل تنميتها ورُقيِّها.
كذلك لا يُمكنُ ان يُنادي شرعًا بالسّلام من لا يعترفُ بالأُسس الوطيدة لهذا السّلام ويحترِمُها، عنيتُ الإخلاص والعدل والمحبّة في العلاقات بين الدُّوَل، وفي نطاقِ كُلِّ دولة، بين المواطنين، وبين هؤلاء وحُكّامهم، والحريَّة للأفراد والشُّعوب في جميع مظاهر هذه الحريَّة، سواءٌ على الصّعيد المدني أو الثقافيّ أو الأدبيّ أو الدينيّ. وإلاّ فلن نجد السّلام، بل سلسلةً مُتَّصِلةً من الثورات والحروب: هذا ولو قيَّض للإرهاب التّمويه بمظاهر النّظام والشّرعيَّة.
البابا بولس السّادس