رجل الكلمة

القوت اليومي

رجل الكلمة

 

 

 

 

 

على مدى الإنجيل، تظهر شخصيّة القدّيس يوسف على أنّه الرجل الصامت الذي لا يتفوّه بكلمة. هذا ليس بغريب عن الذين يتأمّلون بعمل الله، ويسمعون كلمته. ففي الصمت سمع يوسف كلام الله، وفي الصمت عاشه، مُرافقًا يسوع الطفل والشاب، وفي الصمت أيضًا كلّم الله، فمعظم ما نُريد أن نقوله للربّ لا يُمكننا أن نُدرجه في عباراتنا وكلماتنا. صمت يوسف هو صمت الذي يتأمّل السرّ، سرّ الله الحاضر فينا وبيننا.

 

أين نحن من برارة يوسف؟ كيف نجعل من كلمة الله أساسًا لحياتنا وتصرّفاتنا؟ هل نبحث عن حقيقة الله؟ وعن حقيقة الأمور التي تحدث معنا؟ هل نعرف كيف نندهش أمام حضور الله؟ وإلى أيّ مدى لدينا الجهوزيّة أمام أيّ طلب من الله؟ نعم، إنّ البرارة ممكنة في حياتنا، بإمكاننا أن نكون أبرارًا على مثال يوسف. بإمكاننا أن نُقيم مع الله لقاءً دائمًا، بإمكاننا أن نُدخل الله في حميميّة أفكارنا وحياتنا.

 

لقد أُعطي لنا من الله أن نفهم الكتاب كلّه على أساس حضور الله في حياتنا، في يوميّاتنا، وفي كلّ تفاصيل حياتنا.

 

الله حاضرٌ معنا فكيف نستقبله؟ وكيف ننطلق إلى العمل بمشيئته؟ يوسف يتأمّل الله في الصمت ويعيش فيه. أمّا نحن ففي غالب الأحيان يأخذ الكلام حيّزًا كبيرًا من وقتنا، فيتحوّل العالم من حولنا إلى ضجيجٍ دائمٍ لا يُخوّلنا الإنتباه إلى كلمة الله. فلا نعود نعرف كيف نجد الله أو نسمعه. آمين.