خَدْمَةُ الكَهْنوتِ المُقدَّس

القوت اليومي

خَدْمَةُ الكَهْنوتِ المُقدَّس

   

 

 

 

 

أيُّها الكاهِن، يا مَن تُكَمِّلُ خِدْمَتَك الكَهْنوتيّة، على الأرْض، بِنَوعٍ روحِيّ، فلا يَقْوَى الرّوحانيُّونَ أنفُسُهُم على الإقتداءِ بِكَ. أيُّها الكاهِن، ما أعْظَمَ المَهَمَّة التي تَقومُ بِها، والتي يُكَرِّمُها خُدّامُ النّارِ والرُّوح !

  

مَنْ يَسْتَطيعُ أنْ يُوَفّيَ رُتْبَتَكَ عَظَمَتَها، أنتَ يا مَنْ تَسْمُو سُلطانًا على السَّماويّين؟ طَبيعةُ الرُّوحِ ألْطَفُ مِنْ طَبيعَتِكَ وَأمْجَد، ولكنْ لَمْ يُعْطَ لها أنْ تَتَشَبَّهَ بِك، ولَوْ بِرَسْمِ صورَةٍ عَنْ الأسْرار.

 

ألملاكُ عَظيم، أعْظَمُ مِنْك، وَلكن إذا قارَنْتَ خِدْمَتَكَ بِخِدْمَتِهِ وَجَدْتَهُ أقلَّ مِنْكَ. ألسَّرافُ قِدِّيس، والكَرُوبُ جَميل، والمَلاكُ خَفيف، ولكنْ لَيْسوا بِسُرْعَةِ كَلِمةٍ مِنْ فيكَ. جبرائيلُ مَجيد، وَميخائيلُ عَظيم، وَيَشْهَدُ بذلكَ اسْمُهُما، لكِنّهُما يُحْنيانِ كُلَّ حِينٍ لِلسِرِّ المَوْضوعِ بَيْنَ يَدَيْك.

  

يَتأمّلونَك عِنْدَما تَتَقدَّمُ لِتُكَمِّلَ خِدْمَتَك، وَيَنْتَظِرُونكَ لِتُعْطيَهُم إشارةَ البَدْءِ بِتَنْغيمِ تَقْديساتِهِم، يُقيمونَ عَنْ يَمينِكَ مُتأهِّبينَ لَتَرْتيلِ المَدائِح، وَعِنْدَما تُتِمُّ سِرَّ خَلاصِكَ يُرتِّلونَ تِلك المَدائِح. فإنَّهُم لَخاضِعونَ بِحُبٍّ لِلإرادةِ المَخْبُوءَةِ في أسرارِكَ، يُكَرِّمونَكَ لأجلِ الخِدْمَةِ التي تُكَمِّلُها.

  

فإذا كانَ الرّوحانيُّونَ يُكَرِّمونَ خِدْمَتَكَ، فمَنْ لا يَضْفِرُ  لكَ إكْليلَ المَدائِحِ لأجلِ سُمُوِّ رُتبَتِكَ؟ فلْنتأمَّلْ بِغَيْرِ انْقِطاعٍ عَظَمَةَ رُتْبَتِكَ السّامية، التي أُخْضِعَتْ لِسُلطانِها الأرْضُ والسَّماء. لقد أولى كَهَنَةَ الكنيسةِ كُلَّ سُلطانٍ في السَّماءِ وعلى الأرْض، بِهِم يَأتَمِرُ السَّماويّونَ والأرضِيّون.

 

 

 

(عظة 21) 

 

  قراءَةٌ مِنْ نَرْساي (+502)