خيراتُ الأرض مُعدّةٌ لجميع الناس

القوت اليومي

خيراتُ الأرض مُعدّةٌ لجميع الناس

 

 

 

 

لقد أعَدَّ اللهُ الأرضَ وَكُلَّ ما فيها لِخِدْمَةِ جَميعِ الأفرادِ والشعوب، حتّى إنَّ خيراتِ الخليقةِ يَجِبُ أنْ تفيضَ بالإنْصافِ بَين يَدَي الجَميع، وَفقاً لِشَريعَةِ العَدْلِ التي لا تنْفصِلُ عَنْ شَريعَةِ المَحَبَّة. ومِن الواجِبِ أنْ ننظر بِعَينِ الإعْتبارِ أنَّ الخَيراتِ مُعَدَّةٌ لِلجَميع، أيّا ً كانتْ أنواعُ المُلكيَّةِ المُطابِقةِ لأنظمَةِ الشعوبِ المَشروعَة، والمُوافِقة ُ لِظروفٍ مُختلِفةٍ ومُتقلّبَة.

 

ولذلِك لا يَظُنَّنَّ الإنسان، بِاسْتعمالِهِ الخَيرات، أنَّ ما يَمْلِكُهُ بطريقةٍ مَشروعَةٍ لا يَخُصُّ سِواه، ولكِنْ فليعْتبِرْهُ كَمُشْتَرَكٍ: وهذا يَعني ألّا يَحْتفظَ بالإفادَةِ لِنفسِهِ فقط، بَلْ يَسْتَطيعُ الآخرون الإفادَة مِنهُ أيضًا.

      

 

وَمَعَ ذلك، فلِلبَشَرِ كُلّهِم حَقٌّ في الحصولِ على قِسطٍ كافٍ مِن الخَيرات، لهُم ولِعيالِهم. وهذا ما فكّرَ بهِ آباءُ الكنيسة وملافِنتُها، الذين علّموا بِوُجوبِ مُساعَدَةِ الفقراء، حتّى مِمّا لا يفيضُ عَنْهُم.

 

أمَّا مَنْ هوَ في الضَرورَةِ القُصوى، فَلَهُ الحَقُّ في تحصيلِ الكفافِ مِنْ ثرواتِ غيرِه. وإزاءَ هذا العَدَدِ الوفيرِ مِن الجائِعين في أنحاءِ العالم كافّةً، يُلِحُّ المَجْمَعُ على الجَميع، بِما فيهم السُلُطات، لِيتذكّروا كَلامَ الآباءِ هذا: "أعطِ الطعامَ لِمَن يَموتُ جوعًا، فإنْ لمْ تُطعِمْهُ تَكُنْ قد قـتلـتَهُ".

 

فليتقاسَموا الخَيراتِ وِفقًا لإمكاناتِ كُلِّ واحد، وليَسْتَعْمِلوها حقًا، مُوَّفرين قبلَ كُلِّ شيء، لِلأفرادِ والشعوب، الوَسائِلَ التي تسمَحُ لهُم بأنْ يَتعاوَنوا ويَتَطّوّروا.

 

 (دستور راعوي حول الكنيسة في عالم اليوم،69)

مِنْ وثائقِ المجمع الفاتيكاني الثاني المَسكوني