جئنا نسجد له

القوت اليومي

جئنا نسجد له

   





إذا تأمّلنا بإيمان، مسيرة الفادي، من فقر المذود حتى التخلّي على الصليب، نتفهّم، وبطريقة أفضل، سرّ محبّته الذي به يفتدي البشريّة. فالطفل الممدّد بأيدي مريم، في المعلف، هو الإنسان الإله الذي نراه فيما بعد مسمّراً على الصليب، هو الفادي عينه حاضر في سرّ الافخارستيا.


في زريبة بيت لحم، يرتضي بأن يُعبَد، من قبل مريم ويوسف والرعاة، تحت أعراض طفل مولود. أما نحن فنقدّم له السجود، لحضوره في القربان المقدس، بطريقة أسرارية، جسداً ودماً ونفساً وألوهيّة. وهو يقدّم ذاته لنا غذاءَ حياة أبديّة. عندئذٍ يغدو القداس موعد المحبّة الحقيقيّ مع الذي بذل نفسه كلّياً من أجلنا.


فلا تتردّدوا، في أن تستجيبوا له عندما يدعوكم إلى " وليمة عرس الحمل " ( رؤيا 9،19) أصغوا إليه، أهّلوا ذواتكم بما يليق، واقتربوا من سرّ الذبيحة.

 

  " فجثوا له ساجدين " (متى 11،2). إذا كان المجوس اعترفوا أنّ الولد، على ذِراعي مريم، الذي سجدوا له، هو من انتظرته الشعوب وأعلن عنه الأنبياء، فبإمكاننا نحن اليوم أن نسجد له في الافخارستيا معترفين بأنه خالقنا، ربّنا ومخلّصنا الأوحد.


" فتحوا حقائبهم وأهدوا إليه ذهباً وبخوراً ومراً " (متى 11،2). ان الهدايا التي قدّمها المجوس للمسيح، ترمز إلى العبادة الحقّة. فبالذهب يشيرون إلى ألوهيّته الملوكيّة، وبالبخور يعترفون به كاهنَ العهد الجديد، وبإهدائهم المرّ يعلنون النبيّ الذي سيهرق دمه ليصالح البشريّة مع أبيه.


  البابا القديس يوحنا بولس الثاني.