تعظيم الله لأجل رحمته

القوت اليومي

تعظيم الله لأجل رحمته

 

 

يا مسامح الذين يهينونك

وواهب النعمة للتائبين إليك

أتوسّل إليك أنا المستوجب القصاص

مظهرًا لك خوفي وحاجتي

واثقًا أنّك لن تطرحني خارجًا.

 

 

لقد اقترفت الإثم أمامك.

أذنبت فاحتملتني وأخطأتُ فصبرتَ عليّ

ولا تزال تنتظر عودتي برأفتك

بل وتذهب في إثري وتجدّ في طلبي

وتعيدني إليك وتهديني سواء السّبيل.

 

فيا مَن رحمته تفوق كلّ وصف

أشكرك لأنّك أرشدتني في ضلالي

وقوّيتني في ضعفي وانتلشتني من شقائي

وشجعتني بعد سقوطي وأنعشتَ فيّ الرجاء.

 

لكنّ ضميري يؤنّبني وقلبي يبكّتني

وثقل آثامي يعيقني وأعمالي تخيفني

وما يقدّمه لي الحبّ يسلبه الخوف.

 

فالآن افتح لي باب رحمتك

وأفضّ عليّ نعمتك

وامنحني خيراتك التي وعدتني بها.

لا تجعلني من الذين يؤمنون في السرّاء

ويولّون عند التجربة

بل ثبّتني في الرجاء بخلاصك

واحفظني من أعدائي في يوم القتال.

 

 

يا أبا المراحم وإله كلّ تعزية

كن قوّتي وعوني وملجاي ونوري

ورجائي في تجربتي وحزني.

 

هدّئ لهيب أهوائي وأخمد نيران شهوتي

أضرم قلبي بحبّك، فيثبت فيك.

أعطني أن ألتمسك دائمًا، فأجدك

وأقرع باب رحمتك فتفتح لي.

 

علّمني كيف أتأمّل بحبّك،

وبأيّة ألفاظ أمجّدك

وبأيّة أفعال أرضي إرادتك القدّوسة.

 

يا من تُسَرّ بالقلب الخاشع والروح المنسحق

هبني قلبًا منكسرًا وروحًا عفيفًا متواضعًا

أقدّمه ذبيحةً مرضيّةً لديك

فأشكرك وأسبّح عظمة جلالك

أيّها الآب والابن والروح القدس

إلى الأبد.

آمين

 

القديس أوغسطينوس.