تعالَ إلى الآب

القوت اليومي

تعالَ إلى الآب

 

 

 

 

قراءةٌ من القدّيس إغناطيوس الإنطاكي (+ 110).

 

 

تعالَ إلى الآب

 

 

"ماذا تُفيدُني مَلذّاتُ العالم؟" ما لي وفتنةِ مَمالِكِ هذا العالم؟ إنّي أفضِّلُ أنْ أموتَ مع المَسيح، مِن أنْ أملِك َ أطرافَ المَسكونة. إنّي أطلبُ المَسيحَ الذي ماتَ مِن أجلِنا، وقامَ أيضًا مِن أجلِنا. قرُبَتِ السّاعَةُ التي سأولدُ فيها. إغفِروا لي يا إخوَتي؛ دَعوني أحيا؛ أترُكوني أموت. إنّي أريدُ أنْ أكون للهِ. لا تَترُكوني في العالم، لا تترُكوني وَمُغرياتِ الأرض. دَعوني أصِلُ إلى النورِ النقيّ. إذّاكَ أصْبِحُ إنسانًا حَقيقيًا. أتْرُكوني أقتَدي بآلامِ رَبّي. إذا كان الله ُ في قلبِ واحِدٍ منكُم، فليَفهَمْ ما أريدُهُ، وليَرِقَّ لِحالي لأنّهُ يَعرِفُ ما يَنتابُني.

 

إنّي أكتُبُ لكُمْ بِتَمامِ وَعيِ الحياةِ مُختارًا المَوت. إنَّ رَغبَتي الأرضيَّة قدْ صُلِبَتْ، ولمْ تَبق َ فيَّ أيُّ نارٍ لأحِبَّ المادّة؛ لا يوجَدُ فِيَّ غيرُ "ماءٍ حَيٍّ" يُدَمدِمُ في أعماقي ويَقول: تعالَ إلى الآب. لمْ يَعُدْ يَروقني غِذاءُ الفساد، ولا تُغريني مَلذَّاتُ هذا العالم. إنّي أريدُ خُبزَ الله، الذي هُوَ جَسَدُ يسوع المَسيحِ من نسلِ داود، إنّي أريدُ شرابي دَمَهُ الذي هُوَ المَحبَّةُ غيرُ الباليَة.

 

 

(الرسالة إلى الرومانيين، 6-7).