تأمل في سرّ القربان المقدّس

القوت اليومي

تأمل في سرّ القربان المقدّس

 

 

 

 

 

 

يا إلهي المحجوب، إني أعبدك. إنّك هنا في الافخارستيا إلهًا وإنسانًا. وأنا لو تجاوبتُ مع نعمتك، لاتحدَتْ بشريتي مع بشريَتِك، بل لاتحدتُ ببشريتي مع لاهوتك، مشتركةً بكلّ صفاتك. يا لسرّ الحبّ الرهيب!

 

كم كانت قدرتي عظيمة، يا إلهي، لو اتّحدتُ مع القدير الكليّة قدرته، لأجل مجدك والكنيسة والرهبانية والنفوس ونفسي. وهذه القُدرة التي أستشفّها، أشعر بأنك تريدها لي.

 

ولو اتّحدتُ بالأبدي، لكنتُ ثابتة في محبتي، في مقاصدي، في عواطفي، في مشاريعي في كلّ شيء. ولو اتّحدتُ باللامتناهي، لكم كانت العظائم ستستولي على كلّ ما أنا عليه وعلى كلّ ما أفعله. ولو اتّحدتُ بالإله القدّوس، لكم كانت القداسة فيّ خصبةً، دافعة عنّي كلّ ما يعاكسها.

 

ولو اتّحدت بالحكمة اللامتناهية، لقادتني في طرقها، ولكنت كَفَفتُ عن مزجِها بآرائي البشرية. ولو اتّحدت بالصلاح اللامتناهي، لصرت وديعة وصالحة لإلهي وللجميع، ولنفسي، ولكنت على صلاح هو صلاح الله.

 

ولو اتّحدتُ بالصبر اللامتناهي، لصار إستسلامي للحبّ كاملاً. ولو اتّحدتُ بالبرّ اللامتناهي، لصِرْتُ حقيقةً في كلّ شيء. ولو اتّحدت بالرحمة اللامتناهية لصِرتُ أُمًّا، بأمومة فائقة الطبيعة، لكلّ النفوس. ولو اتّحدتُ بالإله القربان، قربان الحب، لَصِرتُ ضحية الحبّ.

 

قل لي أنا أيضًا بأن أضع يدي في جنبك. بل غير يدي، يا ربّ: أن أدخل بكياني كلّه في كيانك الإلهي، عبر الإفخارستيا، لأمكُثَ فيه إلى الأبد.

 

 

 

الطوباوية ماري دو لا باسيون