اللّيتورجِيَّا تحقيقُ السِرِّ الفِصْحِي في الكنيسة (تابع)

القوت اليومي

اللّيتورجِيَّا تحقيقُ السِرِّ الفِصْحِي في الكنيسة (تابع)

 

 

 

 

لِهذا كَما أرْسَلَ الآبُ المَسيحَ، أرسلَ المسيحُ الرُسُلَ، بَعْدَ أنْ امْتَلأوا مِن الرُّوحِ القُدُس، لا لِيُبَشّـِروا بالإنْجيلِ كُلَّ خَليقَة، ويُعْلِنوا أنَّ ابنَ اللهِ حَرَّرَنا بِمَوْتِه وقيامَتِهِ مِنْ سُلْطانِ  الشَيْطانِ  وَمِن المَوت، وَنَقلنا إلى مَلَكوتِ الآبِ وَحَسْب، بَلْ لِيُمارِسوا عَمَلَ الخَلاصِ الذي أعْلنوا عَنْهُ، بالذبيحَةِ والأسْرارِ التي تَدورُ عَليها الحَياةُ الطَقْسِيَّةُ جَمْعاء.

 

وهكذا يَدْخُلُ النّاسُ بالعِمادِ في سِرِّ فِصْح ِ المَسيح: فيَموتون مَعَهُ، وَيُدْفَنون مَعَهُ وَيَقومون مَعَهُ، ويَقْبَلون روحَ  تبَّني الأبناءِ "الذي نَدْعو بِهِ أبّا أيُّها الآب"، (رومية 8، 15) ويُصْبِحون هكذا عَبَدَةً  حَقيقيِّين يَبْحَثُ عَنْهُمُ الآب.

 

وهكذا كُلَّما أكَلوا فِصْحَ الرَّب، ذَكَروا مَوْتَهُ حتّى مَجيئِهِ. ولِهذا "تَعَمَّدَ" الذين "قبِلوا كلامَ"  بُطرُس، في يَوم ِ العَنْصَرَة ِ بالذاتِ الذي ظَهَرَتْ فيهِ الكَنيسَة ُ  لِلعالَم. وكانوا "مواظِبينَ على تعاليم ِ الرُسُل ِ والشَرِكَةِ  في كَسْرِ الخُبْزِ والصَلَوات... مُسَبِّحين اللهَ ونائِلين حُظوَةً  لَدى جَميعِ الشَّعْب" (اعمال 2، 41- 47).

 

وما انْقَطَعَتِ الكَنيسَةُ مُنْذُئِذٍ عَنِ الاجْتِماع ِ لِلاحْتِفال ِ بِسِرِّ الفِصْح ِ: بِتِلاوَةِ  ما  "يَخْتَصُّ بِهِ في الاسْفارِ  كُلِّها" (لوقا 24، 27)،  وبالاحْتِفال ِ بالإفْخارَسْتِيَّا الذي "يَتَمَثلُ فيهِ انْتِصارُ المَسيح ِ وَغَلَبَتُهُ على المَوت"،  وَبِرَفْع ِ آياتِ الشُـكْرِ لله، في الوَقْتِ عَيْنِه، "على مَوْهِبَتِهِ التي لا تُوصَف"، (2 كور9،15) في المَسيح ِ يَسوع، "لِمَدْح ِ مَجْدِهِ" (افسس 1، 12) بِقُوَّةِ الرُّوح ِ القُدُس. 

 

 

مِنْ دُسْتور اللّيتورجيا المُقَدَّسة (عدد 5)