السر الجديد والعجيب

القوت اليومي

السر الجديد والعجيب

 

 

 

 

 

 

أنا أنظر سرًّا جديدًا وعجيبًا. أُذناي تدوِّي بأنشودة الرعاة، مزمِّرين لا بأغنية رخيمة، بل مرنِّمين بكل قوة ترنيمة السماء. الملائكة يرتِّلون، ورؤساء الملائكة يمزجون أصواتهم في تناغم.

 

الشاروبيم ينشدون تسبحتهم البهيجة، والسيرافيم يمدحون مجده. الكل متآزر في إطراء هذا العيد المقدس، وقد نظروا اللاهوت هنا على الأرض، والإنسان هناك في السماء. الذي هو فوق، الآن يسكن من أجل فدائنا هنا أسفل، والذي كان أسفل ارتفع بموجب الرحمة الإلهية.

 

بيت لحم، في ذلك اليوم، تُماثِل السماء، إذ تسمع من النجوم أصداء الأصوات الملائكية؛ وعِوَضًا عن الشمس، تطوي شمس البرّ بيت لحم من كل صوب.

 

ولا تَسَلْني كيف؟ فحين يشاء الله، فإن نظام الكون يخضع. لقد شاء، وملك القدرة نزل وافتدى.

 

الكل يتحرَّك طاعةً لله. في هذا اليوم، الكائن الأزلي، يصير على ما لم يكن عليه، إذ ليس نتيجة فقدان اللاهوت صار إنسانًا، ولا نتيجة الازدياد تحوَّل الإنسان إلى إله.

 

بل هو الكلمة صار جسدًا؛ وطبيعته بسبب عدم تأثُّرها بقيت بلا تغيير (من تعبيرات القديس كيرلس الكبير).

 

 

 

يوحنّا الذهبي الفم(+407)