الزمان قدْ قرُبَ والحَصادَ دَنا

القوت اليومي

الزمان قدْ قرُبَ والحَصادَ دَنا

 

 

 

 

 

 

أقولُ لكُم، يا أبناءَ النور: إنَّ الزمان قدْ قرُبَ والحَصادَ دَنا ليُحصَدَ المُذنِبون في القضاء. ويَقومُ الدَّيَّانُ شَفوقاً على كثيرين فيُقيمُ عليهِم أعمالَهُم، لكن عِندما يَقتَرِبُ مَجيئُهُ، سَتُعطى علامة ٌ لِلمُختارين الذين يَحفظون شريعَة أبي.

     

  حينئذٍ فالذين يَخشَون كلِماتي ويَعمَلون بِها في الحَقِّ وبِضَميرٍ مُؤمِن، يَسهَرون وَيُصلّون بِدونِ مَلل، لأنَّهُم يَعتَبِرون التَضرُّع الدائِمَ واجِباً عليهم، فلا يَتوهون أو يَضِلّون بِشيءٍ في هذا العالم، ولا يَهتَمُّون بِشَيءٍ، بل يَحمِلون الصَّليبَ كُلَّ يومٍ بَنَفسٍ قويَّةٍ وَضَميرٍ وَطيد، ليَعملوا بِقلبٍ مُتواضِعٍ مَشيئة أبي الذي في السَّماء، ذاك الذي يَهتَمُّ ويَعتَني بِهم، لأنَّهُ رَبُّ الذين يَتَّكِلون على الحَقّ، فيُرسِلُ ما هُوَ واجِبٌ وَضَروريّ لأولئِكَ الذين يَعرِفُهُم وعلى أيدي أولئِكَ الذين يَعرِفُهُم.

      

لقدْ قُلتُ لكُم ذلكَ لِكَي تَبحثوا - أنَّى ذهَبْتُم - عَنِ النفوسِ الطاهِرَةِ فتـُحدِّثونَها عَمَّا يَجِبُ ويَليقُ وعَن المُستَقبلات، وعَنْ ما أمَرتُكُم بِهِ قبلَ تَمجيدي، فيَحيَون حَقّاً إذا آمَنوا.

 

فها مِن الآنِ بَدأ أوَّلُ المَخاضِ وسِرُّ الهلاكِ عَمَلهُ. فإذا رَجِعتُم إلى البيعَةِ وأرَدْتُم أنْ تَتَصَرَّفوا باستِقامَة، وتَعملوا كُلَّ شيءٍ بِحُسنِ نِظامٍ وقداسَة، فقولوا لِكُلِّ واحدٍ ما يَنفعُهُ، لكي يُمَجَّدَ أبوكُمُ الذي في السَّماءِ.

 

كونوا عارِفين كيفَ تُقنِعون أولئِكَ المَسبيِّين في عالمِ الضلالِ والغارِقين في الجَهلِ ؛ فإذا عَرَفوا اللهَ وعاشوا في التَقوى والطهارَة، يُمَجِّدون أبي وإلهَكُم.

 

 

 

قراءةٌ من "عهدِ الرَّبّ".