إلهي!
أنعِم عليّ بإيمان وطيد ورجاء حيّ
ومحبّة صادقة .
إجعل قلبي يشتاق إليك، فيطلبك ويجدك،
وينال من لدنك ثمار التوبة،
مغفرة الخطايا.
إمنح روحي انسحاقًا،
وعينيّ حرارة دموع، ويديّ اتساع المحبّة.
أطفىء فيّ يا جابلي شهوات الجسد
وأضرم فيّ نار محبّتك.
أطرد عنّي روح الكبرياء
وأنعم عليّ بروح الوداعة والتواضع.
إقطع منّي ميل الغضب وسلاطة اللسان
وكلام السوء وذمّ القريب
وكلّ كذب ونفاق وباطل.
إمنحني صبرك وحلمك
واجعلني ليّنًا رضيًّا أمامك.
أبعد عنّي تشوّش الفكر واضطراب القلب
وهبني أن أستريح فيك.
نجّني من روح الضجر والكسل
والبطالة والفتور
وأعطني أن أجدّ في خدمتك.
نجّني من الوقاحة والعناد والتمرّد
وآفة الشراهة وجسارة العين وشرّ التجديف
والعادات القبيحة والمفاضلة والأنانية
والتماس الذّات على حساب الآخرين.
نجّني من فساد البصيرة وعدم الانقياد للخير
والتغاضي عن الشّر
ومقاومة المشورات الصالحة.
أعتقني من قساوة القلب والبغضاء
وظلم الضعفاء وتهمة الأبرياء
واحتقار البسطاء
والقساوة مع الأهل واليبوسة نحو القريب .
نجّني من البخل والطمع وحبّ المال
وشهوة الغنى واختلاس مال الأغنياء
واستغلال الفقراء واختطاف المساكين.
إجعلني يا إلهي رفيقًا بالمكتئبين
معزّيًا للمحزونين، عاضدًا للمتوجّعين
مُسعِفًا للفقراء معينًا للمحتاجين
منقذًا للمظلومين، مشيرًا للتائهين
سموحًا نحو المذنبين،
محبًّا للذين يبغضونني، غافرًا لمن أساء إليّ،
صبورًا في الشدائد والضيقات،
حافظًا لساني، محترمًا الجميع،
وغير محتقر أحدًا،
مقتديًا بالصالحين ومتجنّبًا الأشرار،
مقتنيًا الفضيلة، هاربًا من الرذيلة،
فاعلًا الخير بدل الشرّ
محتقرًا الأرضيّات، راغبًا في السماويّات
ذاكرًا جميع إنعاماتك،
وممجّدًا إيّاك في كلّ حين
أيّها ألاب الأزليّ، مع ابنك
يسوع المسيح ربّنا
وروحك الحيّ القدّوس
يا من تحيا وتملك أبد الدهور . آمين
القديس أغوسطينس