البُشْرى لِجَميع ِ الشُّعوب

القوت اليومي

البُشْرى لِجَميع ِ الشُّعوب

 

 

 

 

لِرَبِّنا تِلكَ الأمَمُ التي خَرَجَتْ مِنْ بابِل،

لِذلكَ أرْسَلَ إليْها البُشْرَى الجَديدَةَ في ألْسِنَتِها.

لَو أنَّهُ لَمْ  يُعْطِ  في العِلّيَّةِ  كَلاماً  مُخْتَلِفاً،

لما كانَتْ بَلْبَلَةُ جَميع ِ الألْسِنَةِ مِنْ صَنيعِهِ.

 

أثْبَتَ جَلِيّاً أنَّها مِنْ صَنيعِه، لِمَنْ  يَفْهَم،

أنَّهُ هُوَ أعْطى ذاكَ الكَلامَ وأرْسَلَهُم.

كَتَبَ الرَّسائِلَ بألْسِنَةِ جَميع ِ البُلْدان،

لِيُعَرِّفها أنَّهُ هُوَ العَظيمُ  قدْ  تَلْمَذَها.

 

وَهَبَ الرُّسُلَ أنْ يَنْطِقوا بِلِسانٍ وَلِسان،

لِتَعْلَمَ الشُّعوبُ أنّهُ هُوَ بَلْبَلَ ألْسِنَتَها.

جَميعُ الألْسِنَةِ تَغَنَّتْ بِبِشارَةِ الابْن ِ،

لِيَتَعَلّمَ العالَمُ أنَّ لِلابْنِ شُعُوبَ الأرْض.

 

كالَمَهُمْ بِألْسِنَتِهِمْ لِكَي يَقْبَلوا،

نَظيرَ التّلاميذ، المُعَلّمَ الماهِرَ المَلآنَ حِكْمَة.

لَو أنَّهُ أعْطى العالمَ بِشارَتَهُ بِلِسان ٍ واحِدٍ،

لَقبِلَها شَعْبٌ واحِدٌ  وَتَتَلْمَذَ  لها.

 

أمَّا وَقدْ أعْطاها وَأغْزَرَ في جَميع ِ الألْسِنَة،

فَجَميعُ شُعُوبِ الأرْضِ بِحُبٍّ تاقتْ إليه !

وَلَعَلّهُ بَلْبَلَ جَميعَ الألْسِنَةِ هُناكَ،

لِتَكونَ آيَةً،  يَومَ  يُرْسِلُ إلى الأرْض ِ بِشارَتَهُ !

 

 

                                                                    

    (نشيد أحد العنصرة) 

 

 

مار يَعقوبَ السَروجِيّ ( +521)