الاقتداء بجود الربّ

القوت اليومي

الاقتداء بجود الربّ

 

الاقتداء بجود الربّ

 

ليس للإنسان قاسم مشترك مع الله أكثر من القدرة على صنع الخير؛ وحتّى لو كانت قدرتنا على صنع الخير محدودة أكثر بكثير من قدرة الله، علينا أن نبذل قصارى جهودنا في هذا المجال. لقد خلق الله الإنسان ورفعه بعد سقوطه. عليك إذًا ألاّ تحتقر مَن وقع في البؤس.

 

تأثّر الله كثيرًا أمام بؤس الإنسان، فمنحه الشريعة والأنبياء بعد قانون الطبيعة غير المكتوب؛ لقد اهتمّ بإرشادنا وبنصحنا وبتصحيح أخطائنا... وفي نهاية المطاف، قدّم نفسه كفدية عن حياة العالم... عندما تبحر وتدفعك الرياح إلى عرض البحر، مدَّ يدك إلى أولئك الذين يغرقون. عندما تكون بصحّة جيّدة وتعيش في البحبوحة، أعِنْ البؤساء.

 

لا تنتظر أن تتعلّم من أخطائك كم أنّ الأنانية هي شرّ وكم هو لائق أن يفتح الإنسان قلبه لمَن هم بحالة العوز. انتبهْ، إذ أنّ يد الله تؤدّب المتعجرفين الذين ينسون الفقراء. خذْ العبرة من تعاسة الآخرين، وقدّم المعونة للمحتاج حتّى بنسبة صغيرة. بالنسبة إلى هذا المحتاج الذي ينقصه كلّ شيء، لن يكون هذا بالقليل.

 

القدّيس غريغوريوس النزيانزيّ (330 - 390)​