الإيمان

القوت اليومي

الإيمان

 

 

 

 

 

الايمان، كما تجلّى في شخص مريم، ليس مجرّد قبول فكري لوحي أو لحقيقة من عند الله، بل هو ترجمةُ هذا الوحي وهذه الحقيقة الخدمة المتواضعة لكلّ إنسان في حاجته، ويرفع الشكر والتسبيح لله على عطاياه وعلى ثمار هذه الخدمة.

 

لكنّ خدمتنا المتفانية والمُؤدّاة بإيمان يقابلها حضور الله بروحه القدوس الذي يخاطب قلوبنا وقلوب مَن خدمناهم. في عين كارم، خدمة مريم لأليصابات أدّت إلى حضور الروح القدس، وحلوله على أليصابات وعلى الجنين يوحنا. فكانت كلمات النبوءة من فم أليصابات، ومن فم مريم.

 

الايمان هو أن نؤمن بمحبة الله التي تجلّت في تجسُّد ابنه الوحيد يسوع المسيح، وموته على الصليب لفداء جميع البشر. ونؤمن بأنّ محبّة الله لا تتراجع ولا تنقص أمام شرور الانسان، والشر والموت، بل تعمل على تحويل هذا الواقع، وعلى التحرير من عبوديّاته، وعلى إعطاء إمكانية الخلاص لكلّ إنسان.

 

هذا الإيمان أثمر بابنٍ للزوجَين الطّاعنَين زكريا وأليصابات بعطية ابنٍ هو يوحنّا المعمدان، الذي قال عنه يسوع أنه “لم يولد إنسان مثل يوحنا”(متى 11: 11).

 

نحن نؤمن عندما نلتقي الله كشخص، ونخاطبه بكلمة “أنتَ”، ونلجأ إليه مثل طفل يعرف تمامًا أن كلَّ صعوباته ومشاكله تتبدّد بحضور أمّه، وهي “أنتِ”.

 

 

 

البطريرك الراعي.