الإفخارستيا

القوت اليومي

الإفخارستيا




   الإفخارستيّا هي توق نحو النّهاية، إستشعار بملء الفرح الذي وعد به المسيح. هي نوعًا ما استباق للفردوس "عربون المجيء الثاني". من يتغذّى في الإفخارستيّا لا حاجة بأن ينتظر الآخرة كي يسعد بالحياة الأبديّة، إنّه يملكها منذ الآن على الأرض. فيها نحصل على ضمانة القيامة: "من يأكل جسدي ويشرب دمي فله الحياة، وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يو 6/ 54).


التوق الاسكاتولوجيّ الذي تسبّبه الإفخارستيّا يعبّر عن الشّركة مع كنيسة السّماء ويوطّدها. لذلك نذكر مريم الدّائمة البتوليّة والدة الإله والملائكة والرّسل والشّهداء.. إنّ الإفخارستيّا حقـًّا زاوية من السّماء تطلّ على الأرض..


لقد أراد الربّ أن يسكن معنا في الإفخارستيّا لنساهم على ضوء الإنجيل في بناء عالم يكون بمقياس الإنسان ويتجاوب كليا والتدبير الإلهيّ وفي حلّ معضلات العالم وترسيخ التضامن بين الناس كما يعلن الرّسول بولس أنّه "لا يليق" بجماعة مسيحيّة أن تشارك في عشاء الربّ فيما هي غارقة في انقسامات ولا تبالي بالفقراء (1كو 11: 17  22، 27- 34).


الذين يشاركون في الإفخارستيّا يُطلب منهم الالتزام بتبديل الحياة كي تصبح بطريقة ما كلّها "إفخارستية".


البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني.