يا سيّدي يسوع المسيح
يا كلمة الآب الشّفوق
يا من أتيت إلى العالم
من أجل خلاص الخطأة
أبتهل إليك بحقّ رحمتك غير المنتاهية
أن تصلح سيرتي و تهذّب خصالي.
ها إنّ جميع نقائصي مكشوفةُ لديك
فامدد يدك الشّفوقة، وبصلاحك السّامي
إرفع عنّي كلّ ما يكدّر عيشي.
إشفِ أسقامي واغرس غرسك الجيّد في قلبي
وبيدك الطّاهرة استأصل منه جميع رذائلي
إقطع منّي كلّ ما يوْذيني ويغيظك
وأعطني ما يريضيك ويؤول إلى إفادتي.
فأنتَ تطهّر الإنسان المولود بالخطيئة
وتبّرر المنافقين وتحيي المائتين بآثامهم
وتحوّل الخطأة إلى التّوبة.
أيّها الربّ الوديع الحليم والكريم
والمشوق إليه، والمحبوب البهيّ
أرجوك باتضاع أن تغرس في قلبي
عذوبة محبتّك
فلا أشتهي فيها بعد أمرًا جسديًا
ولا أفكر بخير أرضي، بل أحبّك وحدك
وتكون أنت في قلبي وعلى لساني
أكتبْ بيدكَ ذكرَ اسمكَ العذب على قلبي
فلا يمحوه نسيان.
أُكتبْ مشيئتك المقدسة
ووصاياك الإلهية في فؤادي
كيما تبقَ أوامرك نصب عينيّ
أضرمْ عقلي بنارك المقدّسة
التي أرسلتها يومًا إلى الأرض
وما أدركتُ إلا اضطرامها.
إمنحني محبّتك الطاهرة المقدّسة
كما أشتهي أن أطلبها منك بحرارة الرّوح
حتى تملأ قلبي وتخترق جوارحي
وتستولي عليّ.
إجعل فيّ نهر دموع متفجرًا
فاقرّب لك بفيض الدموع
ذبيحة الرّوح المنسحق والقلب الخاشع
لتضحي مدامعي شهادة لمحبتك لي وتبيانًا لما تحبك به نفسي
إذ لا تقدرعلى إمساك الدّموع
من فرط المحبّة لك.
أصنع إليّ وانعطف بالشفقة على تنّهدي
لأن أوجاع قلبي قد كثرت جدًّا.
أشركني بتغزياتك السّماوية
ولا تزل نفسي الخاطئة التي متً لأجلها.
إمنحني أن ابكي بتوجع حقيقي ونحيب
يقطع سلاسل خطاياي
ويملاً نفسي عذوبة سماوية
فأنال ولو نصيبًا يسيرًا من ملكوتك
إجعلني ذبيحةً تليق بك حقًّا
وها إنّي أنا أضحي لعزتك بخشوع داخل قلبي
فاقبلني كمحرقة تامّة طيبة الرّائحة
أغسل بها شهواتي وكثرة خطاياي
وأهّلني بنعمتك للجلوس إلى مائدتك المقدّسة
فاشبع من خيرات بيتك
وأرتوي من جودك ورضوانك.
إجعل روحي تشتاق إليك وحدك
وليضطرم عقلي بحرارة محبتّك
فأنسى ذكر هذا العالم الشّقي
وأباطيله الخادعة.
أيّها الرّب الشّفوق، الحليم
يا سّيدي الوديع وضياء بصيرتي
إصغِ إلى طلبتي ولا ترذلني بسبب خطاياي
لكن إقبل صلاة عبدك بصلاحك
غير المحدود
بشفاعة القدّيسة مريم البتول
واستحقاق جميع القدّيسين. آمين.
القديس أوغسطينوس.