إعْتِناقُ المَشوراتِ الإنْجيليةِ في الكَنيسَة

القوت اليومي

إعْتِناقُ المَشوراتِ الإنْجيليةِ في الكَنيسَة

 

 

 

 

 

 

 

 إنَّ المَشوراتِ الإنْجيليَة، في العِفَّةِ المَوْقوفَةِ على اللهِ وَفي الفَقْرِ وَالطاعَة، المُسْتَنِدَةِ إلى كَلامِ الرَّبِّ وَمَثَلِه، وَالمَنْدوبَ إليها مِنْ قِبَلِ الرُسُلِ والآباءِ وَالمُعلَّمينَ وَدُعاةِ الكنيسَة، لَهِيَ مِنَّةٌ إلهيَّةٌ قَبِلَتْها الكنيسَةُ مِنْ رَبِّها، وَتُداوِمُ على حِفْظِها بِنِعْمَتِه.

 

وَقدْ عُنِيَتْ سُلْطَةُ الكنيسَةِ عَيْنُها، تَحْتَ تَدْبيرِ الرُّوحِ القُدُس، بِتَفْسيرِها، وَتَنْظيمِ العَمَلِ بِها، وَوَضْعِ الصِيَغِ الثابِتَةِ لِلسَيْرِ عليها، وعلى مِثالِ شَجَرَةٍ غَرَسَها اللهُ وَتَفَرَّعَتْ تَفَرُّعًا عَجيباً مُتَنَوِّعاً في كَرْمِ الرَّبّ، كانَ أنْ نَبَتَتْ وَنَمَتْ صِيَغٌ شَتّى لِلحَياةِ التَوَحُّدِيَّةِ أوِ المُشْتَرِكَة، وَأُسَرٌ شَتَّى تُقدِّمُ إمْكاناتٍ أوْسَع، سَواءٌ كانَ ذلِكَ لِفائِدَةِ أعْضائِها أمْ لِخَيْرِ جَسَدِ المَسيحِ كُلِّه.

 

وَالحَقُّ أنَّ هذِهِ الأُسَرَ تُوَفِّرُ لأعْضائِها سَنَداً أمْكَنَ لِلثَباتِ في مَنْهَجِ السِيْرَة، وَمَعْرِفَةً خَبيرَةً في سَبيلِ الكَمال، وَشَرِكَةً أخَوِيَّةً في التَجَنُّدِ لِلمَسيح، وَحُرِّيَّةً تُقوِّيْها الطاعَة، بِحَيْثُ يَتَسنَّى لَهُمْ أنْ يَعْتَنِقوا الطَريقةَ الرُهْبانِيَّة بِأمان، وَيَحْفَظوها بِأمانَة، وَيَسيروا بِفَرَحٍ على طريقِ المحَبَّة.

  

وَلَيْسَتْ هذِهِ الحالة، بِالنَّظَرِ إلى تَكْوينِ الكَنيسَةِ الإلهيِّ وَالرِئاسيّ، وَضْعاً مُتَوَسِّطاً بَيْنَ الحالَةِ الإكْليريكِيَّة وَالحالةِ العِلْمانِيَّة، لكنَّ اللهَ يَدْعو مِنْ هاتَينِ الحالَتينِ بَعْضَ المُؤمِنينَ إلى التَمَتُّعِ بهِبَةٍ خاصَّةٍ في حَياةِ الكنيسَةِ وَإلى إعانَتِها، كُلٌّ على نَحْوِه، في رِسالَتِها الخَلاصِيَّة.

 

 

 

(دستور عقائدي في الكنيسة، 43 )

 

 

 

مِنْ وَثائِق ِالمَجمعِ الفاتيكاني الثّاني المَسْكوني