إرع خرافي

القوت اليومي

إرع خرافي

إنّ ما يجذب عطف الآب، أكثر من كلّ شيء، هو اعتناؤنا بالقريب. وهذا ما طلبه الربّ يسوع المسيح بإلحاح من بطرس عندما قال له: "يا سِمْعانُ بنَ يونا، أتُحِبُّني أكثَرَ مِمّا يُحِبُّني هؤلاء؟" فأجابه: " نَعم يا رَبّ، أنتَ تَعلَمُ أنّي أُحِبُّكَ حُبًّا شَديداً". قالَ لَه: "ارْعَ خرافي".

لماذا توجّه الربّ يسوع المسيح بالحديث إلى بطرس وترك جانبًا باقي الرّسل؟ هذا لأنّ بطرس هو أوّل الرّسل، والمتحدِّث باسمهم، ورئيس جماعتهم، حتّى أنّ بولس بنفسه جاء ذات يوم ليستشيره (غل1: 18). 
لقد أعطى يسوع الأولويّة لبطرس بين رفاقه لِيُريهِ أنّ عليه أن يكون واثقًا، وأنّ نكرانه للربّ قد مُحيَ. هو لم يذكر نكرانه ولم يتحدّث عن عار الماضي. "إذا كنتَ تحبّني، قال له، ترأّس أخوتك؛ والحبّ القويّ الذي أظهرته لي بفرح كلّي، أظهره الآن؛ أعطِ حياتكَ التي كنت تريد أن تقدّمها إليّ، أعطِها من أجل خرافي"...
لكنّ بطرس اضطرب لفكرة أن يكون لديه انطباع بأنّه يحب في حين أنّه ليس كذلك فعليًّا. ولكأنّي به يقول: إنّني بقدر ما كنت واثقًا من نفسي وإيجابيًّا في الماضي، بقدر ما أنا مضطربٌ الآن.

لقد سأله الرّب يسوع ثلاث مرّات، وأعطاه الأمر نفسه ثلاث مرّات. هكذا، أظهر له الأهميّة التي كان يعلّقها على رعاية خرافه، كونه جعل من هذه الرعاية أكبر دليل حبّ تجاهه.

القديس يوحنّا الذهبي الفم