إثنين الآلام

القوت اليومي

إثنين الآلام

إن غنى هذا الأسبوع العظيم من غنى السرّ العظيم الذي نحتفل به، سرّ المسيح المصلوب الفادي، رجل الأوجاع، ربّ المجد، ونُهية التاريخ، الذي منه وبه وإليه خُلق الجميع!

1 - إثنين الآلام:

أ - الرسالة (عب 6/1-9):

تذكّر بالمبادئ الأولى في التعليم المسيحيّ، وتشدّد على جدّيّة الاختبار المسيحيّ لمن «أُنيروا»، إشارة إلى المعموديّة، و«ذاقوا»، إشارة إلى الإفخارستيّا، و«اشتركوا»، إشارة إلى التثبيت، وهذه هي مراحل التنشئة المسيحيّة الثلاث للاشتراك في سرّ المسيح الفصحيّ؛ ثم تصف كارثة الجحود بالإيمان، لأنّ الذين «سقطوا» لا يمكنهم أن يتوبوا، فهم «من أجل توبتهم يصلبون ابن الله ثانية ويعرّضونه للعار». لكنّ الكاتب، رغم تحذيره هذا الخطير، يُثني على المؤمنين ويشجّعهم على الثبات والجهاد حتّى النهاية.

ب - الإنجيل (متى 21/17-27):

التينة اليابسة هي، في الأصل، رمز للشعب الذي لم يؤمن بمسيحه. وقد أتى يسوع هذا العمل النبويّ، إنذارًا بدمار أورشليم وهيكلها، ونبذًا للشعب الذي لم يؤمن. ولكن في مفهوم الإنجيليّ الحاليّ، صارت دليلاً على مفعول الإيمان. وسؤال الأحبار والشيوخ عن سلطان يسوع سؤال خطير، وجواب يسوع على سؤالهم بسؤال عن يوحنّا المعمدان لم يكن تهرّبًا بل هو إحراج لهم أمام الشعب الذي آمن بيوحنّا، وهم لم يؤمنوا به!