أُطلبوا أوّلاً ملكوته وبرّه

القوت اليومي

أُطلبوا أوّلاً ملكوته وبرّه

 

قال القدّيس سيرافيم لموتوفيلوف: لقد خُلِقَ الناس لكي تسكن النّعمة الإلهيّة في عمق أعماقنا وفي قلوبنا. لقد قال الرّبّ: "إنّ ملكوت الله بينكم".

بكلمة "ملكوت الله"، قصدَ نعمة الرّوح القدس. هذا الملكوت هو فينا نحنُ الإثنين في هذه اللحظة. الرّوح القدس يُنيرُنا ويُدفّئنا. إنّهُ يملأ الجوّ بأريجه، ويُبهج حواسنا وقلوبنا.

يا صديق الله، يا للسّعادة الفائقة التي منحنا إيّاها الرّبّ. هذا هو معنى "الإمتلاء من الرّوح القدس. رغم تواضعنا، فإنّ الرّبّ ملأنا بملء روحه...

أمّا بالنسبة إلى وضعينا المختلفين كراهب وعلمانيّ، فلا تقلق بهذا الشّأن... إنّ الله يبحث عن قلب ممتلئ بالمحبّة له وللقريب...

فمثل هذا القلب يُشكّل عرشاً يُحبّ الله أن يجلس عليه ويظهر في ملء مجده. "يا بنيّ، أعطني قلبكَ ولتطِب عيناكَ بطرقي".

إنّ قلب الإنسان قادرٌ على احتواء ملكوت السّموات. وقد قال الرّبّ لتلاميذه: "أطلبوا ملكوته تُزادوا ذلك".

 

القدّيس سيرافيم السّاروفيّ، راهب روسيّ