أناشيدُ الميلاد

القوت اليومي

أناشيدُ الميلاد



بِكَ أبْتَدِئُ ، وأنا واثِقَةٌ بِأنّي بِكَ أنْتَهِي .

أنا أفتَحُ فمي ، وَأنْتَ امْلأ فمي ؛

أنا أرْضٌ لكَ ، وَأنْتَ الحارِث ؛

فازْرَعْ فِيَّ صَوتَكَ ، يا زارِعاً ذاتَهُ في حَشا أمِّهِ !


ألمَجْدُ لكَ ، يا سَيِّدي ، وَبِواسِطَتِكَ ، لِأبيكَ ، في يَوْمِ ميلادِكَ !


مِنّي مُتَعَجِّباتٌ كُلُّ العَفيفات ، بَناتُ العِبْرانِيِّين ،

وَالبَتولاتُ ، بَناتُ الزُّعَماء .

بِكَ مَحْسودَةٌ بِنْتُ المَساكين ؛

وَبِكَ مَغْبوطَةٌ بِنْتُ الضُّعَفاء ، مَن أعْطاني إيَّاكَ ؟


يا ابْنَ الغَنِيِّ الذي كَرِهَ حِضْنَ الغَنِيّات ،

مَنْ جَذَبَكَ نَحْوَ المَساكِين ؟

فيُوسُفُ مُحتاج ، وَأنا مُعْوِزَة .

تُجَّارُكَ حَمَلوا الذّهَبَ ، وأتوا بِهِ ، الى بَيْتِ المَساكِين .  


رَأتِ المَجُوس ، فتَوافَرَتْ نَغَماتُها بِقَرابِينِهِم .

ها إنَّ السَّاجِدينَ لَكَ مُحْدِقونَ بي ؛

وَقرابينُكَ مُحيطَة  بي .

تَبارَكَ الطـِّفلُ الذي جَعَلَ أمَّهُ كِنّارَةَ ألحانِهِ !


إنَّ الكِنّارَةَ تَنْظـُرُ إلى صاحِبِها ، وَفَمي يَنْظـُرُ إليكَ .

فلتُحَرِّكْ إرادتُكَ لِسانَ أمِّكَ ؛

وإذ عَرَفتُ بِكَ حَبَلاً جَديدًا ،

فليَعْرِفْ بِكَ فمي ميلادًا جَديدًا ، لِتَسبيحٍ جَديد !

                     (الكنارة ، 1-5)

مارِ أفرامَ السُّريانيّ (+ 373)