أناشيدُ الميلاد

القوت اليومي

أناشيدُ الميلاد



أمُّكَ رَبَّنا لا يَعْرِفُ أحَدٌ كيْفَ يَدْعوها .

أيَدْعوها بَتولاً ؟ ها ابْنُها حاضِر .

أيَدْعوها مُتَزَوِّجَة ؟  لمْ يَعْرِفْها رَجُل .

وإذا كانَتْ أمُّكَ لا تُدْرَك ، فأنْتَ مَنْ يُدْرِكُكَ ؟


لكَ التَّسبيحُ يا مَن يَسْهُلُ لدَيهِ الكُلّْ ، كَرَبِّ الكُلّ.


إنَّها أمُّكَ هِيَ وَحْدَها . وَإنَّها أخْتُكَ مَعَ الجَميع .

صارَتْ لكَ أمًّا ، صارَتْ لكَ أخْتًا ،

وإنَّها خِطـِّيبَتُكَ مَعَ العَفيفات .

بِكُلِّ شَيْءٍ زَيَّنْتَها ، يا جَمالَ أمِّهِ .


كانَتْ مَخْطوبَةً حَسَبَ الطبيعَةِ قبلَ مَجيئِكَ .

وَصارَتْ حامِلاً بِخِلافِ الطبيعَة ،

بَعْدَ مَجيئِكَ ، أيُّها القُدُّوس .

وَمَكَثَتْ بَتولا ، إذ وَلَدَتْكَ بِالقداسَة .


عَجَبٌ هِيَ أمُّكَ . دَخَلَها سَيِّدًا فَصارَ عَبْدًا

دَخَلَ ناطِقًا فَصَمَتَ بِداخِلِها .

دَخَلَها رَعْدًا فسَكَنَ صَوْتُهُ .

دَخَلَ راعي الكُلِّ فَصارَ فيها حَمَلاً  . خَرَجَ وَهُوَ يَثغُو .


قلبَ الأنْظِمَةَ حَشا أمِّكَ ، يا مُنَظـِّمَ الكُلّ .

دَخَلَ غَنيًّا ، فَخَرَجَ فَقيرًا .

دَخَلها سامِيًا ، فَخَرَجَ مُتَواضِعًا .

دَخَلَها بَهاءً ، فَخَرَجَ لابِسًا لوْنًا حَقيرًا .


              (الأم البتول والابن العجيب، 1-7 )

مارِ أفرامَ السُّريانيّ (+373)