ألمَعموديّة ُ قبرُكُم وأمُّكُم

القوت اليومي

ألمَعموديّة ُ قبرُكُم وأمُّكُم

 

 

 

ألمَعموديّةُ قبرُكُم وأمُّكُم

 

 

بعد ذلك اقتادوكُم إلى الحَوضِ المُقدَّسِ لِلمَعموديَّة الإلهيَّة، كما حُمِلَ المَسيحُ مِن الصَّليبِ حتّى القبرِ الذي كان قريباً، وهو أمامَكُم. وَسُئِلَ كُلٌّ منكُم: هَلْ يُؤمِنُ باسمِ الآبِ والابنِ والروحِ القُدُس، فأدليتُم بهذا الاعتِرافِ الخلاصِيّ.

 

ثمَّ غَطَستُمْ في الماءِ ثلاثَ مَرَّاتٍ وخرجتُم منه، مُمثلِين بذلك دَفنَ المَسيحِ الذي استَغرق ثلاثة أيّام. لأنّهُ كما المُخلّصَ بقيَ في جَوفِ الأرضِ ثلاثة أيَّامٍ وثلاث ليالٍ، كذلك أنتُم خرجتُم مِن الماءِ أوَّلَ مَرَّة، لكي تُمَثلوا اليَومَ الأوَّلَ الذي قضاهُ المَسيحُ في الأرض.

 

وَغَطَستُم فيهِ لِتُمَثـِّلوا الليل: لأنَّهُ كما أنَّ مَنْ في الليلِ لا يَرى شيئا، وبِعكسِه، مَنْ في النهارِ يَحيا في النّور، كذلك أنتُم غَطَستُمْ في الماءِ كأنّكُم دَخلتُمُ الليلَ المُظلِمَ لا تَرون شيئا. ولمَّا خرجتُمْ منه، أصبَحتُم كَمَنْ هُوَ في وَضحِ النهار. وفي اللحظةِ عينِها مُتـُّمْ وَوُلدتُم. وأصبَحَ هذا الماءُ الخلاصيُّ قبرَكُم وأمَّكُم في وَقتٍ معا.

 

وما قالهُ سُليمانُ في مَوضِعٍ آخَرَ يُمكِنُ تَطبيقُه عليكُم، إذ هُوَ قال: لِلولادَةِ وقتٌ ولِلمَوتِ وَقت. ولكِنَّ الأمرَ انعَكَسَ بالنـَّظرِ إليكُم: وقتٌ لِلمَوتِ وَوَقتٌ لِلولادَة. أو بالحَريّ: آنٌ واحِدٌ حَقـَّق الإثنين معًا: حين مُتـُّمْ وُلِدتُم.

 

(العظة 20،4)

 

القدّيس كيرلـُّس الأورشليمي (+387).