ألمسيحُ بالعمادِ رأسُنا

القوت اليومي

ألمسيحُ بالعمادِ رأسُنا

 

 

 

 

 

ألمسيحُ بالعمادِ رأسُنا

 

 

"أمَّا نحنُ فسيرتُنا في السَّماواتِ التي منها ننتَظِرُ المُخلّصَ الرَّبَّ يسوع المَسيح، الذي سَيُغيِّرُ جَسَدَ تواضُعِنا لِيَكون على صورَةِ مَجدِه" (فيلبي20/3-21). هذا ما سيَحدُث ُ فعلاً في القيامة.

 

أمَّا نحنُ في العِماد، فنُكمِّلُ رُموزَهُ وآياتِه. لذلك نُدعى جَسَدَ ربِّنا المَسيح، حسَبَ قولِ الطوباوي بولس، ورأسُنا المَسيحُ ربُّنا، "لأنَّ المَسيحَ هُوَ الرَّأسُ الذي بهِ كُلُّ الجَسَدِ يتعاوَنُ وَيتلاءَمُ بالمَفاصِلِ والمواصِلِ فيَنمو نُموّاً مِن الله" (كولسي19/2).

 

لأنَّ ربَّنا المَسيح، هُوَ أيضاً، قبلَ القيامةِ منْ بينِ الأموات، شاهَدَهُ يوحَنّا المَعمَدانُ في نهرِ الأردُنِّ يَقبَلُ المَعموديَّة، لِيَسبِق َ فيَمثـُلَ بها المَعموديَّة التي كُنّا سَنَقبَلـُها بِنعمَتِه.

      

وبما انَّهُ كان البِكرُ مِنْ بينِ الأموات، على حسَبِ قولِ الطوباوي بولس: لكي يكونَ هُوَ الأوَّلُ في كُلِّ شيء، فإنَّهُ لم يَشأ أن يكون الأوَّلَ في القيامة فحسب، بلْ في الرَمزِ أيضاً.

 

لذلك رَضِيَ أيضاً أنْ يَعتَمِدَ مِن يوحنّا، فتقدَّمَ ورَسَمَ مِثالَ نعمةِ المَعموديَّة، التي كُنتَ أنتَ مُزمِعاً أنْ تَقبلها، ليُصبِحَ أيضاً رأساً لك في مَعموديَّتِكَ.

 

قالَ الطوباوي يوحنّا المَعمَدان للمَسيح: أنا المُحتاجُ أنْ أعتَمِدَ منك، وأنتَ تأتي إليَّ؟، ليُظهِرَ أنَّ الفرق َ شاسِعٌ بينَهُ وبين المَسيح. أمَّا يسوعُ فأجابَه: "دَعِ الآن، فهكذا يَنبغي لنا أنْ نُتِمَّ كُلَّ بِرّ" (متى14/3-15).

 

هذا يعني أنَّ البِرَّ هُوَ من النّعمَةِ في المَعموديّة. وعلى يديك َ ينبغي أن يَدخُلَ البِرُّ إلى النّاموس، ليَظهَرَ النّاموسُ أيضاً مَكرَّماً، وقدْ دَخَلَ إليهِ البِرُّ بِواسِطةِ المَسيح.

 

 

(العظة الثالثة عن العماد،22).