ألكهنة ُ والعلمانيُّون

القوت اليومي

ألكهنة ُ والعلمانيُّون

 

 

 

 

 

 

 

إنَّ كهنة َ العهدِ الجَديد، وإنْ تَمَّموا بِسِرِّ الكَهنوتِ مَهَمَّة ً عاليَة ً جِدّاً وَضَروريَّة، في شعبِ اللهِ ومِنْ أجلِهِ كآباءٍ ومُعلّمين، فهُمْ مَعَ سائِرِ المَسيحيّين تلاميذ ُ الرَّبّ، يشتركون في ملكوتِهِ بنعمَةِ اللهِ الذي يَدعوهُم. فالكهنةُ إخوَةٌ بين إخوَة، مَعَ كُلِّ مَنْ تَجَدَّدوا بِماءِ العِماد، أيْ إنّهُم أعضاءُ جسَدِ المَسيحِ الواحدِ والوحيد، الذي أوكِلَ بُنيانُهُ إلى الجَميع.

      

فعلى الكهنةِ أن يترأسوا، لا كَمَنْ يُفتّشون عَمّا لهُم، ولكنْ عَمّا هُوَ للمَسيحِ، وليُشارِكوا العلمانيِّين المؤمنين أعمالهُم، وليكونوا بينَهُم حَسبما كان المُعلّم، الذي لمْ يأتِ بين البَشرِ "ليُخدَمَ بل ليَخدُم، وليَبذُلْ نفسَهُ فِداءً عن كثيرين" (متى 20/28). ليعرفوا بإخلاصٍ كرامَة العلمانيين وكرامتهُم الشَخصيَّة، التي يَشتركُ فيها العلمانيّون في رسالةِ الكنيسَة، ويَعملوا على إنمائِها.

 

وليَحترِموا بِدِقةٍ الحُريَّة الصحيحة التي هيَ مِنْ حَقِّ الجَميعِ في المَدينةِ الأرضيّة. ليَسمعوا العلمانيين عَنْ رِضىً؛ ليَعتبِروا بِصورةٍ أخويّةٍ أمنياتِهم؛ ليَقبلوا اختيارَهُم واختِصاصَهُم في شتّى مجالاتِ العَملِ البَشريّ. ليتَوصّلوا معهُم إلى معرفةِ علاماتِ الزمن.

 

وإذ يَمتَحِنون الأرواحَ إذا كانت من الله، فليكتشفوا ويُمَيِّزوا عطايا الله العديدة للعلمانيّين، الوَضيعَة منها والعالية، بروحِ إيمان، وليَتَحَققـُّوها بِفرحٍ وليُعَزّزوها بنشاط.

 

فبين سائِرِ عطايا اللهِ التي توجَدُ بغزارةٍ في المؤمنين، الجَديرةِ بعنايةٍ فريدة، تلك العطايا التي يَجذِبُ الله بواسِطتِها عَدَداً كبيراً منهُم إلى قِمَمِ الحياةِ الروحيّة.

 

فعلى الكهنةِ أن يُكلّفوا العلمانيِّين ببعضِ الوظائفِ لِخدمَةِ الكنيسَة، واثقين بهم، تاركين لهُم حُريَّة العَمَلِ في مَجالاتِهِ الواسِعة، وعلاوة ً على ذلك، داعينَهُمْ في الوقتِ المُناسِبِ إلى أنْ يُباشِروا أعمالهُم طَوعاً.

 

 

 

 

(قرار مجمعي في حياة الكهنة وخدمتهم الراعوية، 9)

 

من وثائقِ المَجمعِ الفاتيكاني الثاني المَسكوني