ألصَّليبُ والقيامَة

القوت اليومي

ألصَّليبُ والقيامَة

تَألَّمَ يَسوعُ لأجْلِ جَميعِ البَشَر. فالصَّليبُ لَمْ يَكُنْ في الظَّاهِر، وَإلاَّ لكانَ فِداؤنا وَهْميًّا ؛ وَالمَوْتُ لَمْ يَكُنْ خَيالِيّا، وإلاَّ لَكانَ خَلاصُنا صُوَرِيّا.

فلوْ كانَ المَوتُ شَكليًّا، لَكانَ على حَقٍّ أولئِكَ الذينَ قالوا "تَذكـَّرْنا أنَّ ذاكَ المُضَلِّلَ قالَ إذ كانَ حَيّا: سَأقومُ بَعْدَ ثَلاثَةِ أيَّام". لقدْ كانَ مَوْتُهُ إذَنْ حَقيقيّا ؛ لقدْ صُلِبَ حَقّا، وَنَحْنُ لا نَخْجَلُ مِنْ ذلك.

نَحْنُ لا نُنكِرُ أنَّهُ صُلِب، وأنا بالحَري أفتَخِرُ أنْ أقولَ ذلك، حتَّى وإنْ أنكَرْتُ هذا الحَدَثَ الآن، فإنِّي أَجِدُ ما يُقنِعُني، على هذِهِ الجُلجُلةِ حَيْثُ نحنُ الآنَ مُجْتَمِعون!

وَتُقنِعُني أيْضًا خَشَبَةُ الصَّليبِ التي وُزِّعَتْ قِطَعًا صَغيرةً في جَميعِ أنحاءِ العالَم. إنِّي أعْتَرِفُ بالصَّليبِ لأنِّي أؤمِنُ بالقِيامَة. لأنَّهُ لَوْ لَمْ يَقُم ِ المَصْلوب، لما كُنتُ اعْتَرَفتُ بالصَّليب، بلْ كُنتُ أخْفَيْتُهُ مَعَ سَيِّدي. ولكِنْ بِما أنَّ القِيامَة أتَتْ بَعْدَ الصَّليب، فأنا لا أخْجَلُ مِنَ الإجْهارِ بِذلِك.

(الخطبة 13، 4)

القِدِّيسِ كِيرِلـُّسَ الأورَشَليمي (+387)