ألصَّلاة ُ رُوحٌ صافِيَة

القوت اليومي

ألصَّلاة ُ رُوحٌ صافِيَة

 

 

 

 

يا ابْنَ اللهِ المُغْنِي جَميعَ النَّاطِقين،

هَبْ لي الكَلِمَةَ فأنْطِقَ بِها عَنْكَ.

لكَ الأقوالُ والكلِماتُ والتَرانيم،

مِمَّا لكَ، ربِّ، اقْبَلْ تَمْجيدي الحَقير.

 

رَبِّ، لكَ الفَمُ وَالكَلِمَةُ وَاللِّسان،

هَبْ لِفَمي، وَلَوْ غَيْرَ أهْل ٍ، أنْ يُذيعَ تَسْبيحَكَ.

لكَ العَقْلُ والفِكْرُ والوِجْدان،

هَبْ لِعَقْلي أنْ يَنْظُرَ إليكَ ويَحْكِيَ قِصَّتَكَ !

 

أتيتَ إلينا وإنَّكَ لَفي أبيك : فأنْتَ في العُلى والعُمْق ِ مَعاً،

ألسَماءُ والأرْضُ مَمْلُؤتان ِ مِنْكَ يا ابنَ الله،

هَبْ لِنَفْسي أنْ تَراكَ،  فإذا رَأتْكَ اسْتَنارَتْ بِكَ،

نَطَقتْ وَتَحَدَّثَتْ على ضَوء.

 

مَنْ مَلَكَتْهُ شَهَواتُ العالَم ِ أظْلَمَتْ عَيْناهُ،

وَمَنْ نَظَرَ إليكَ بِحُبٍّ رأى النُّور.

ليْسَ في عَيْن ِ الإنْسان ِ نُورٌ تَسْتَنيرُ بِهِ،

وَلكِنَّ العَينَ  الصَّافيَة َ تَقْبَلُ النُّور.

 

تَقْبَلُهُ مِنَ الشَّمْس ِ أو مِنَ النَّار،

وَمَتى قبِلَتْهُ صارَ مِنْها وَهِيَ مِنْهُ.

كذلِكَ النَّفْسُ، رَبِّ، حينَ تَراك،

تَقْبَلُ مِنْكَ الكلِمَة َ وَتَروحُ تَحْكي قِصَّتَكَ.

 

أمَّا هِيَ فلا نُورَ فيها، فإذا نَظَرَتْ إليكَ اسْتَنارَتْ،

بِكَ تَراكَ فتَغْتَني بالكلام ِ عليك.

ألعَيْنُ لا تَرى الشَّمْسَ إلّا بالشَّمْس،

الشَّمْسُ تُعْطي العَينَ النُّور، لِتَراها بالمَحَبَّة.

 

هَلُمَّ ، أيُّها العَقْلُ، انْظُرْ إلى المَسيح ِ واقِفاً

بينَ الجُموع، أشْبَهَ بِنَهْرِ جيحونَ المَلآنَ مَراحِم،

يَجْري فيَفيضُ شِفاءً على المَرْضَى،

يَفيضُ مِنْهُ الحَنانُ العَظيمُ غَمْراً.

 

بِهِ أبْصَرَ العُمْيُ، سَمِعَ الصُّمُّ، قامَ المَوْتى،

وَبِهِ اسْتَنارَتِ الأرْضُ كُلَّها، وَكانَتْ مُظْلِمَة،

مَنْ لقيَهُ لقِيَ العافِيَة َ، وَعَبَر.

مَنْ أتى إليهِ نالَ العَونَ، وَمَضَى.    

                        (نشيد الأبانا)

مارِ يَعْقوبَ السَّرُوجِيّ ( + 521)